عودة ترامب إلى البيت الأبيض: كيف ستؤثر على الحرب في السودان؟

عودة ترامب إلى البيت الأبيض: كيف ستؤثر على الحرب في السودان؟
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب- وادي النيل

تقارير: وادي النيل 

مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض بعد انتخابات 2024، تثار تساؤلات حول انعكاس هذه العودة على السياسة الأمريكية تجاه السودان ومنطقة القرن الأفريقي، التي تواجه أزمات متشابكة وتحديات معقدة.

السودان.. من بوادر الديمقراطية إلى أتون الحرب

في عام 2020، كان السودان قريبًا من تحقيق حكم ديمقراطي بعد ثورة شعبية أطاحت بنظام عمر البشير. لكن بحلول 2023، انزلقت البلاد إلى صراع مسلح بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. هذه الحرب، التي تكمل عامها الثاني قريبًا، خلّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع نزوح ملايين السودانيين إلى داخل البلاد وخارجها.

سياسات ترامب تجاه السودان وأفريقيا: الماضي والمستقبل

أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، أوضح أن إدارة ترامب الأولى اعتمدت سياسة محدودة تجاه أفريقيا، حيث اعتمدت على الحلفاء الإقليميين، مثل الإمارات والسعودية ومصر، لتنفيذ أجندتها بدلاً من التدخل المباشر. وأضاف أن العلاقات مع السودان كانت تُدار وفقًا لمصالح إقليمية تتعلق بملفات مثل سد النهضة والتطبيع مع إسرائيل، وليس السودان ذاته.

ويطرح التساؤل: هل ستتغير هذه السياسة في ولاية ترامب الثانية؟ أم ستبقى الأولوية للمصالح الجيوسياسية الإقليمية؟

تحديات إقليمية ودولية

السفير السوداني لدى الولايات المتحدة، محمد عبد الله إدريس، أكد في تصريحات تلفزيونية أن عودة ترامب قد تكون فرصة لإعادة صياغة العلاقة بين البلدين. لكنه أشار إلى غياب التفاعل الفعّال من إدارة بايدن، رغم تعيين مبعوث خاص للسودان.

من جهته، يرى دي وال أن الانقسام الإقليمي يزيد من تعقيد المشهد، حيث تدعم الإمارات قوات الدعم السريع، بينما تساند السعودية ومصر الجيش السوداني. وأضاف أن واشنطن ستواجه تحديًا كبيرًا لتحقيق توازن بين هذه القوى الإقليمية المتباينة، خاصة مع وجود مصالح متضاربة.

دور إسرائيل والصين وروسيا

أشار مايكل والش، الباحث في برنامج أفريقيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إلى أن اتفاقيات أبراهام قد تلعب دورًا محوريًا في سياسة واشنطن تجاه السودان، خاصة في ظل شبكة العلاقات الأمنية المتعددة التي أنشأتها إدارة ترامب خلال ولايته الأولى.

ورغم ذلك، يشير والش إلى أن المنافسة مع الصين وروسيا ستظل عدسة رئيسية لتقييم السياسات الأمريكية. فبينما تعزز الصين وجودها في أفريقيا عبر مبادرة "الحزام والطريق"، تعمل روسيا على تعزيز نفوذها من خلال دعم عسكري وسياسي لقوات فاغنر.

التمويل الإنساني.. مصدر قلق جديد

أعرب دي وال عن قلقه بشأن مستقبل التمويل الإنساني للسودان، خاصة مع سياسات ترامب السابقة التي اتسمت بتقليص الالتزامات الإنسانية. وقد يؤدي هذا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث يعتمد ملايين السودانيين على المساعدات الدولية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ختامًا

مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تواجه السياسة الأمريكية تجاه السودان اختبارًا حقيقيًا. هل ستتمكن الإدارة الجديدة من تحقيق توازن بين المصالح الجيوسياسية والأزمة الإنسانية المتفاقمة؟ أم أن السودان سيظل في طي التجاهل لصالح أولويات أخرى؟، الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.