روسيا تستخدم الفيتو لإجهاض دعوة لوقف إطلاق النار في السودان

موسكو تواجه انتقادات غربية وتصف الموقف البريطاني بـ"العار"

روسيا تستخدم الفيتو لإجهاض دعوة لوقف إطلاق النار في السودان
مجلس الأمن الدولي - وادي النيل

متابعات: وادي النيل 

أحبطت روسيا، اليوم الاثنين، مساعي مجلس الأمن الدولي لاعتماد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين، حيث استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي أعدته المملكة المتحدة وسيراليون، رغم موافقة 14 عضواً آخر في المجلس.

تفاصيل مشروع القرار المرفوض

نص مشروع القرار على وقف الأعمال العسكرية فوراً والانخراط في حوار يهدف إلى تخفيف التصعيد والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد. كما شدد على أهمية احترام حظر الأسلحة المفروض على إقليم دارفور ومنع التدخلات الخارجية التي تفاقم الصراع.

وطالب المشروع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بوضع نظام مراقبة لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، غير أن غوتيريش أشار في تقريره الأخير إلى أن الظروف الراهنة تعيق إمكانية نشر قوة أممية لحماية المدنيين.

ردود الفعل الغربية

ندد السفير البريطاني باستخدام روسيا الفيتو، ووصفه بـ"العار"، في حين قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي ترأس الاجتماع، إنه سيواصل الضغط من أجل ضمان حماية المدنيين ومرور المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وأشار دبلوماسيون إلى أن روسيا أبدت اعتراضات خلال المفاوضات، متهمة بالانحياز للجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان. ووفقاً للمصادر، رفضت موسكو النص لعدم تضمنه تفاصيل تضمن حيادية القرارات الصادرة بشأن الصراع.

الوضع الإنساني الكارثي

منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. نزح حوالي 11.3 مليون شخص، بينهم 3 ملايين غادروا السودان، في حين يواجه 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مع إعلان المجاعة في بعض المناطق مثل مخيم زمزم في دارفور.

تصاعد العنف وتجاهل القرارات الدولية

على الرغم من الجهود الدولية، لم يلتزم طرفا الصراع بقرارات سابقة لمجلس الأمن تدعو إلى حماية المدنيين ووقف إطلاق النار. وشهدت البلاد أعمال عنف جديدة خلال الأسابيع الأخيرة، مع استمرار قناعة الطرفين بإمكانية تحقيق الانتصار العسكري.

تواجه الأمم المتحدة تحديات كبيرة في السودان، حيث لا تزال الجهود الدبلوماسية عاجزة عن وقف الحرب التي أدت إلى أزمة إنسانية تفوق إمكانيات المنظمات الإغاثية، بينما يزداد الضغط على المجتمع الدولي لإيجاد حل يضع حداً لمعاناة الشعب السوداني.