واشنطن تدعو الجيش السوداني والدعم السريع لمحادثات في أغسطس

واشنطن تدعو الجيش السوداني والدعم السريع لمحادثات في أغسطس
البرهان و حميدتي

دعت الولايات المتحدة، الثلاثاء، طرفي الصراع في السودان "الجيش، وقوات الدعم السريع"، إلى إجراء محادثات في 14 أغسطس المقبل، تستضيفها سويسرا، والسعودية، وتهدف للوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تصاعد المخاوف من خطر وقوع مجاعة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إنه "بناء على إجراءات جدة السابقة التي رعتها (الولايات المتحدة) مع السعودية، دعت الولايات المتحدة الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات تهدف لوقف إطلاق النار في سويسرا، بوساطة الولايات المتحدة في 14 أغسطس المقبل".

واستضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أميركية العام الماضي، توصل من خلالها طرفا الصراع لاتفاق يقضي بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعلان أكثر من هدنة، إلا أن حدوث خروقات للهدنة دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق مفاوضات جدة في ديسمبر الماضي.

وشكر بلينكن، سويسرا لعرضها استضافة المحادثات المقبلة، كما رحب بمشاركة السعودية في عملية الاستضافة، مشيراً إلى أنه "من المقرر مشاركة الاتحاد الإفريقي، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والأمم المتحدة بصفة مراقب في المحادثات".

أهداف محادثات سويسرا

وتهدف محادثات سويسرا لـ"التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في السودان، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين، وتطوير آلية مُحكمة للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق"، بحسب البيان الأميركي الذي أكد أن "المحادثات لا تهدف لمعالجة القضايا السياسية الأوسع".

ودعا الوزير طرفي الصراع لـ"حضور المحادثات، والتعامل معها بشكل بناء"، مشدداً على "ضرورة إنقاذ الأرواح، ووقف القتال، وإيجاد طريق لحل سياسي تفاوضي للصراع"، موضحاً أن "الشعب السوداني يطالب منذ فترة طويلة، بعودة الحكم إلى المدنيين الذي يجب أن يلعبوا الدور القيادي في تحديد عملية معالجة القضايا السياسية، واستعادة التحول الديمقراطي في السودان".

ولم يوافق الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع على المشاركة في هذه المبادرة بعد، لكن مسؤولين أميركين ذكروا لصحيفة "فورين بوليسي"، الاثنين، أنه "في حال أبدى الجانبين جديتهما لإنهاء الصراع، وإرسال مفاوضين كبار، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكين، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، يمكن أن يفتتحا المحادثات أو يترأساها مباشرة".

وذكر عدد من المسؤولين، أن "المبعوث الأميركي الخاص لدى السودان توم بيرييلو، يعتزم إطلاع الكونجرس على الخطة هذا الأسبوع، وسيشارك في إقناع كبار المفاوضين من طرفي الصراع لحضور المحادثات".

وأشار مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن "بلينكن منخرط بشكل شخصي في تحديد السياسة الأميركية تجاه السودان، بما في ذلك المبادرات المقبلة".

وأضاف: "الكثير حول العالم ينظر إلى هذه الأزمة على أنها معقدة جداً، أو أنهم يتجاهلونها، ونحن ننظر إلى هذه الأزمة ونقول نعم، إنها بهذا التعقيد، (لكن) علينا أن نجد طريقة".

وانتقد مشرعون جمهوريون في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، سياسية إدارة الرئيس جو بايدن تجاه السودان، كما قدموا قرارات تعترف بالفظائع المرتكبة في السودان باعتبارها أعمال إبادة جماعية، وهي خطوة لم تتخذها الإدارة الأميركية بعد، بحسب "فورين بوليسي".

مفاوضات جنيف

وتأتي الدعوة الأميركية بعد أيام من اجتماعات غير المباشرة في جنيف بين وفدي الحكومة السودانية، وقوات الدعم السريع، والتي شهدت "توافقاً" على بعض بنود أجندة المفاوضات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب التي تمزق البلاد منذ 15 أبريل 2023، بحسب ما ذكرته مصادر لـ"الشرق"، الخميس الماضي.

أوضحت المصادر أن هنالك توافقاً بين وفدي الحكومة، والدعم السريع على بعض بنود أجندة المفاوضات غير المباشرة، وعلى فتح بعض المعابر لدخول المساعدات الإنسانية، لكن لا يزال هناك خلافاً بشأن النقطة المتعلقة بالإشارة إلى قرار مجلس الأمن 2736 والذي يعني إحالة الأمر إلى مجلس الأمن.

وأثارت الحرب بين الجيش، وقوات الدعم السريع مخاوف العديد من المنظمات الدولية من حدوث مجاعة في السودان، وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان البلاد، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق، فيما فر نحو 10 ملايين من منازلهم