صباح موسي لـ«وادي النيل»: روسيا تعزز نفوذها في أفريقيا بعد استخدام الفيتو بمجلس الأمن
خاص: وادي النيل
أكدت الكاتبة الصحفية صباح موسى، المتخصصة في الشأن السوداني،أن استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن، والذي كان يهدف إلى حماية المدنيين في السودان، يُظهر تحولًا واضحًا في موازين القوى العالمية.
وأوضحت موسى أن هذا الموقف يعزز من تواجد موسكو في أفريقيا، ويكسبها دعمًا متزايدًا من الشعوب والحكومات الشرعية بالقارة.
وقالت موسى في تصريحات خاصة لـ"وادي النيل"، أن العالم يشهد تغيرًا كبيرًا في التحالفات والنفوذ، لم تعد أفريقيا خاضعة لهيمنة القوى الغربية كما كانت في الماضي، إذ باتت الدول الأفريقية أكثر تمسكًا بسيادتها الوطنية، ورفضًا لأي محاولات للتدخل الخارجي الذي يهدد استقلالها.
وأضافت أن روسيا استطاعت دون عناء أن تكسب ود الشعوب الأفريقية من خلال مواقفها التي تدعم الحكومات الوطنية، في مقابل تراجع نفوذ القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي فقدت خلال العقود الأخيرة قدرتها على الحفاظ على مصالحها التقليدية في القارة.
وأشارت إلى أن رفض موسكو مشروع القرار البريطاني يعكس انحيازها للجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، ورفضها أي تدخلات من شأنها تقويض سيادة السودان أو فرض أجندات دولية قد تؤثر على استقراره.
أفريقيا لم تعد مستعمرة غربية
أكدت موسى أن تغير مواقف الدول الأفريقية تجاه القوى الغربية يرجع إلى عقود من التدخلات التي أضعفت استقرار القارة، وقالت: "ما نشهده اليوم هو انتصار جديد لروسيا في كسب ثقة القارة الأفريقية، التي تسعى شعوبها إلى شراكات متكافئة بعيدة عن الإملاءات والسياسات الاستعمارية السابقة".
واختتمت المتخصصة في الشأن السوداني تصريحاتها بالقول إن العالم يتغير بسرعة، وأفريقيا باتت تدرك أن مصالحها الحقيقية تكمن في تنويع علاقاتها الدولية، بعيدًا عن التبعية لقوى بعينها، مؤكده أن "الفيتو الروسي يمثل رسالة واضحة بأن هناك قوى جديدة تعيد رسم خريطة النفوذ العالمي بما يتماشى مع تطلعات الشعوب واحترام سيادتها".