قتلى وجرحى وكارثة إنسانية.. ماذا يحدث في معسكر زمزم السوداني؟

تقارير: وادي النيل
تشهد ولاية شمال دارفور بالسودان تصعيدًا خطيرًا، حيث تواصل ميليشيا الدعم السريع قصف مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 13 آخرين، بينهم 6 حالات خطرة. ويأتي هذا القصف في إطار محاولات الميليشيا لتطويق مدينة الفاشر عاصمة الولاية تمهيدًا لإسقاطها.
ضحايا القصف ومعاناة النازحين
بحسب بيان صادر عن إدارة المخيم، استمر القصف المدفعي يومي الأحد والاثنين، ما دفع الإدارة إلى دعوة النازحين للبقاء في منازلهم وتجنب الشوارع الرئيسية والتجمعات. وأكدت مصادر أن القصف تسبب في نزوح جماعي وأوقف خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك"، ما فاقم من عزلة المخيم.
وفي سياق متصل، أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك المجاور عن استمرار القصف المدفعي للمخيم لليوم الأربعين على التوالي، مما أوقع المزيد من القتلى والجرحى.
منظمة أطباء بلا حدود: الوضع كارثي
وصفت منظمة أطباء بلا حدود الوضع في مخيم زمزم بأنه "كارثي إلى أبعد الحدود"، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة حوّلت حياة النازحين إلى كابوس مع تزايد الذعر والنزوح الجماعي.
وأفادت المنظمة بأنها استقبلت 8 مصابين، بينهم أطفال ونساء، يعانون من إصابات خطيرة، وتم إجلاء المرضى الأكثر خطورة رغم المخاطر الأمنية. وأضافت أن القصف المستمر أجبر الفرق الطبية على مغادرة المخيم، تاركة المستشفى الميداني فارغًا.
وقال ميشيل أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ في المنظمة: "لم يكتف الناس بالجوع، بل يتم الآن قصفهم وإجبارهم على الفرار مجددًا. ندعو إلى حماية المدنيين والطاقم الطبي وضمان ممرات آمنة للنازحين."
محاولات لتفريغ المخيمات وتطويق الفاشر
من جانبه، أكد الحافظ بخيت محمد، والي شمال دارفور، أن القصف المدفعي المكثف جزء من خطة جديدة لميليشيا الدعم السريع لتفريغ مخيم زمزم من النازحين بهدف إحكام الحصار على مدينة الفاشر.
وأوضح الوالي أن محاولات تفريغ المخيم بدأت بترحيل النازحين إلى مناطق أخرى تحت سيطرة حركة عبدالواحد نور، لكنها فشلت، مما دفع الميليشيا إلى اللجوء للقصف العنيف. وأضاف: "القوات المسلحة وحلفاؤها في أعلى درجات اليقظة والاستعداد لإفشال هذه المخططات والدفاع عن كل شبر من أرض السودان."
تواجه دارفور أزمة إنسانية غير مسبوقة، في ظل استمرار العنف ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين. ومع تصاعد القصف، تتعاظم المخاوف بشأن الأوضاع في مخيم زمزم وغيره من المخيمات، التي أصبحت هدفًا مباشرًا للهجمات.
الأوضاع في دارفور تتطلب استجابة دولية عاجلة لإنقاذ أرواح المدنيين ووقف الجرائم المتواصلة بحقهم.