الرئيس التشادي يهنئ البرهان بعيد الأضحى.. رسائل سياسية وتعزيز للتعاون الاستراتيجي(تقرير)

تقارير: وادي النيل
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين السودان وتشاد، بعث الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو، برقية تهنئة رسمية إلى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
رسائل التهنئة وأبعادها السياسية
تأتي هذه التهنئة في ظل ظرف سياسي دقيق تمر به تشاد بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي في أبريل 2021، والتي أدت إلى تشكيل حكومة انتقالية تواجه تحديات داخلية وإقليمية جسيمة.
ومن جانبه، أعلن السودان دعمه الكامل لتشاد في هذه المرحلة الانتقالية، معربًا عن التزامه بتعزيز علاقاتهما الثنائية.
وقد أكد الفريق أول عبدالفتاح البرهان موقف السودان الثابت في الوقوف إلى جانب تشاد في مواجهة الجماعات الإرهابية، مع إبراز أهمية التعاون الأمني بين البلدين لضمان استقرار الحدود المشتركة.
أبعاد التهنئة ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية
تُعد برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس التشادي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني أكثر من مجرد تهنئة موسمية؛ فهي تعكس رغبة جادة في تطوير التعاون الثنائي على صعيد الأمن، الاقتصاد، وقضايا اللاجئين.
تستضيف تشاد أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين، مما يجعل تنسيق الجهود بين البلدين في هذا المجال أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق استقرار إنساني وسياسي. كذلك، تتقاطع التحديات الأمنية التي تواجه البلدين، ما يجعل التعاون المشترك ضرورة حتمية.
خمسة أوجه رئيسية للتعاون السوداني التشادي
1. تعزيز الأمن الحدودي ومكافحة الجماعات المسلحة
تتميز الحدود بين السودان وتشاد بامتداد يزيد عن 1300 كيلومتر، ما يتطلب تنسيقًا أمنيًا مستمرًا وفعالًا. ويُعد التعاون بين القوات الأمنية للبلدين في مواجهة الجماعات المسلحة العابرة للحدود نموذجًا بارزًا على هذا التنسيق، حيث تعاونت تشاد مع السودان في اعتقال عناصر مسلحة من مليشيا الدعم السريع، مما يعكس الالتزام المشترك بحماية الأمن والاستقرار الحدودي.
2. التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة
يشكل التعاون الاقتصادي بين السودان وتشاد ركيزة استراتيجية نحو تحقيق التكامل الإقليمي. وتشمل المبادرات المشتركة مشاريع ربط السكك الحديدية، تطوير البنية التحتية للطرق البرية، وتسهيل تصدير النفط التشادي عبر الأراضي السودانية. هذه الجهود تعزز من حركة التجارة وتدعم النمو الاقتصادي للبلدين، مع إسهامات واضحة في تحقيق التنمية المستدامة.
3. التفاعل الاجتماعي والتداخل القبلي
يمتد التعاون بين البلدين إلى المستوى الاجتماعي، حيث يشترك السودان وتشاد في أكثر من 13 قبيلة تنتشر على جانبي الحدود، مما يعزز التفاهم والتقارب بين المجتمعات المحلية. يلعب هذا التداخل القبلي دورًا هامًا في تيسير الحوار وتعزيز التواصل بين الشعبين، مما يسهم في دعم أواصر العلاقات الثنائية.
4. التعاون في مجال الهجرة واللاجئين
تستضيف تشاد أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين الذين فروا من النزاعات والأزمات، وهو ما يعكس حالة التضامن والتنسيق الإنساني بين البلدين. ويشمل التعاون تقديم الدعم الإنساني، حماية حقوق اللاجئين، والعمل على تسهيل عودتهم الآمنة عند استقرار الأوضاع، ما يساهم في تعزيز الأمن الإقليمي.
5. التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية
يبرز التعاون السوداني التشادي أيضًا في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما مكافحة الإرهاب والتطرف، بالإضافة إلى تنسيق المواقف في المنظمات الإقليمية والدولية مثل الاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي. يعزز هذا التنسيق من مكانة البلدين ويزيد من تأثيرهما في صنع القرار الإقليمي والدولي.
في النهاية تُعد برقية التهنئة التي بعث بها الرئيس التشادي إلى رئيس مجلس السيادة السوداني مؤشرًا واضحًا على عمق العلاقات بين الخرطوم ونجامينا، ليس فقط من ناحية الاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية، بل كرسالة واضحة للتعاون والتكامل المستمر في وجه التحديات. يمثل التقارب