والي جنوب دارفور: تشاد مركز لتدمير السودان و12 منجماً يمول حرب الدعم السريع

متابعات: وادي النيل
أكد والي ولاية جنوب دارفور، الأستاذ بشير مرسال حسب الله، أن دولة تشاد أصبحت مركزاً لتخريب السودان عبر إمداد مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة، مما أسهم في تدمير البنية التحتية للولاية وتصاعد الأزمة الإنسانية. وأشار الوالي، خلال حوار مع وكالة السودان للأنباء (سونا)، إلى أن الإدارات الأهلية في الولاية خرجت عن إطار القانون، مما قاد الشباب إلى التهلكة، ووجه بفتح بلاغات ضد 132 من العمد بسبب دعمهم للمليشيا المتمردة.
تحديات أمنية وإنسانية كبيرة
كشف الوالي أن أكثر من 12 ألفاً من المرتزقة هلكوا خلال معارك مع الفرقة 16 مشاة في نيالا، والتي انسحبت في أكتوبر 2023 بعد تعرض المدينة لهجمات شرسة. وأضاف أن جميع المؤسسات المتبقية في الولاية باتت مخازن سلاح للمليشيا، مع وجود 12 منجماً تعدينياً تستخدم لتمويل الحرب.
وأشار مرسال إلى أن الحرب أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، في حين يعيش الباقون في ظروف كارثية مع انعدام السلع الأساسية وتصاعد التفلتات الأمنية.
جهود الاستنفار ومواجهة التمرد
وأوضح الوالي أن الولاية تعمل على دعم المقاومة الشعبية والاستنفار، حيث تم تشكيل 13 تنسيقية تعمل على تفكيك التمرد من الداخل وتحييد العديد من الفعاليات الداعمة للمليشيا. كما أشار إلى تنسيق مع ولايات شمال وغرب دارفور لإطلاق "متحرك الصياد" لتطهير المنطقة من المليشيا المتمردة.
وأضاف أن وزارة الداخلية تلعب دوراً محورياً في تأمين المناطق المستعادة، مشيراً إلى مشاركة 2338 من عناصر الشرطة في الخطوط الأمامية.
ملف التعليم والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب
وفيما يتعلق بملف التعليم، قال الوالي إن الحرب أثرت بشدة على امتحانات الشهادة السودانية لعام 2023، حيث منعت المليشيا الطلاب من مغادرة نيالا. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الطلاب اضطروا للنزوح إلى ولايات أخرى لإجراء الامتحانات، ولكن العدد الفعلي للجلوس كان محدوداً.
وأكد أن الولاية وضعت خططاً لمرحلة ما بعد الحرب، تشمل إعادة الإعمار ورتق النسيج الاجتماعي بين 86 قبيلة في جنوب دارفور، مع التركيز على تعزيز التماسك الداخلي وإعادة بناء المؤسسات المدمرة.
رسالة للمتمردين ورجال الأعمال
وجه الوالي رسالة حازمة للإدارات الأهلية الداعمة للمليشيا، داعياً إياهم إلى تسليم أنفسهم، محذراً من عواقب وخيمة في حال استمرار تجاوزاتهم. كما دعا رجال الأعمال للمساهمة في إعادة بناء الولاية واستثمار مواردها الغنية في الزراعة والمعادن والثروة السمكية بعد تحريرها من سيطرة المليشيا.
وختم مرسال حديثه بالتأكيد على التزام حكومته ببذل كل الجهود لإعادة الأمن والاستقرار لجنوب دارفور، والعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية والخدمية لسكان الولاية.