المجاعة في السودان ... ناقوس الموت يطال المدنيين
بقلم: الكاتب الصحفي السوداني كمال إدريس
تصاعد التوتر على صعيد المنطقة جراء إعلان منظمة الأمم المتحدة مناطق في دارفور – غربي البلاد – مناطق "مجاعة"، وطالبت بالعون المادي العاجل لمحاصرة المجاعة حتى لا تنداح في بقية البلاد.
وفي الوقت الذي مازال فيه السودان يئن من وطأة الحرب، فاجأته السماء بأمطار غير معهودة، لتزيد الطين بله على السكان القابضين على الجمر، بعد أن أصبحوا بين رحى الرصاص المنفلت، وسواطير المتفلتين، وانعدام المياه والكهرباء في مناطقة شاسعة من البلاد، مع استمرار العمليات الحربية على رؤوس السكان العُزل في الوسط والغرب والجنوب وبعض المناطق الشرقية.
حياة الناس الذين يعيشون على مهنة الزراعة أو الرعي باتت مهددة، في ظل غياب إعلامي كامل لأسباب موضوعية، فآلة الإعلام مع قلتها أضحت حكراً على نقل أحاث العمليات العسكرية مع تأجيل أي حديث عن السلام أو التنمية أو عودة الأهالي بسلام إلى بيوتهم.
وفي الوقت الذي قدرت فيه المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عدد المتوفين يومياً في معسكرات اللجوء بدارفور جراء نقص الغذاء يتراوح بين 20 إلى 25 يومياً، أعلنت منظمة الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي أكثر من نصف مليون شخص، مما يبين أن الأمر لن يقف على منطقة واحدة، خاصة المناطق التي تشهد عمليات قتال شرسة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مالم تتم الاستجابة العاجلة للنداءات الأممية بالجنوح إلى السلام من جانب، والاستجابة لتقديم المعونات الغذائية للسكان في مناطق شاسعة تشمل ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور، وأجزاء من شرق البلاد.
المصيبة الأعظم أن شحنات مواد الإغاثة أصبحت هدفاً مشروعاً لقوات الدعم السريع، التي اتخذتها وسيلة ضمن عملياتها المستمرة لتفريغ المناطق من سكانها قتلاً أو تهجيراً، حيث يواجه أكثر من 25 مليون شخص أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة الثالثة من التصنيف الأممي لمراحل الأمن الغذائي.
وفيما ينفد الوقت المخصص لدرء كارثة المجاعة، تعمل العديد من الجهات الأممية والأهلية لتوفير البذور الضرورية لموسم الزراعة الرئيسي. وقالت منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل إلى 60 مليون دولار لتغطية الأجزاء غير الممولة من خطة الوقاية من المجاعة على إنتاج الغذاء محلياً وتجنب نقص الغذاء في الأشهر الستة المقبلة.
وتعمل حركة السودان الأخضر – وهي منظمة أهلية تطوعية – عبر "بنك البذور" لتوفير البذور اللازمة للزراعة حتى في مناطق اللجوء باستغلال المساحات المتوفرة في المدارس والمساجد والميادين لإنتاج الغذاء تخفيفاً من وقع الكارثة على السكان.
ووفقاً لمؤسس حركة السودان الأخضر الدكتور فخر الدين عوض عبد العال فإن فكرة الحركة تعتمد على التشاركية الكاملة، فيما ظهرت نتائج بنك البذور في العديد من المناطق المتأثرة بالحرب بنمو المنتجات الزراعية لتقلل من فداحة شبح المجاعة، التي ستطال انعكاساتها دول الإقليم.