هل تنجح الولايات المتحدة الأمريكية في وقف إطلاق النار في السودان؟
أكد المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد أن الشعب السوداني يترقب بقلق المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية بين طرفي الصراع في السودان، والمقرر عقدها في جنيف يوم 14 أغسطس، تأتي هذه المفاوضات في ظل آمال كبيرة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عام وأربعة أشهر، والتي دمرت مقومات الحياة في البلاد.
أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ "وادي النيل"، أوضح أن التحرك الأمريكي، المدعوم إقليمياً ودولياً، يسعى لتحقيق مطالب شعبية ملحة، منها وقف دائم لإطلاق النار، وفتح مسارات إنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية، وحماية المدنيين، وتشكيل آلية مراقبة لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، بالإضافة إلى تأسيس عملية سياسية تفضي إلى انتقال مدني ديمقراطي.
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تُظهر جدية واضحة في تحسين موقفها تجاه الحرب في السودان، سواء لأسباب داخلية أو خارجية، مشيراً إلى الدعم الدولي والإقليمي لهذا المسعى.
وأضاف أن الاهتمام الأمريكي بالمفاوضات، الذي يتجلى في مشاركة وزير الخارجية أنتوني بلينكن والمبعوث توم بريلو وممثلة أمريكا لدى الأمم المتحدة، يعزز من فرص نجاحها.
وتابع أبو زيد بأن تفاقم الوضع الإنساني في السودان، الذي وصل إلى حد المجاعة في بعض المناطق وفق تقارير دولية، يزيد من المسؤولية الأخلاقية على طرفي الصراع للبحث عن حلول. كما لفت إلى الحراك الشعبي السوداني الرافض للحرب والداعم للسلام، والذي تجسد في حراك المعلمين والصحفيين والقوى السياسية والمدنية.
أكمل أن الظروف الحالية في السودان تدعم وقف الحرب وعودة الحياة الطبيعية، مشدداً على أهمية تشكيل آلية مراقبة فعالة لتنفيذ أي اتفاق. كما أشار إلى التحضير الجيد للمفاوضات والتواصل الفعّال مع الأطراف المشاركة كعوامل تدعم النجاح. ومع ذلك، حذر أبو زيد من بعض المؤشرات التي قد تنبئ بفشل المفاوضات، مثل الموقف غير الواضح لقيادة الجيش من المشاركة، واحتمالية أن تكون مشاركته شكلية للهروب من الضغوط وليس لتحقيق اختراق حقيقي.
واختتم المحلل السياسي السوداني حديثه قائلاً: "كل الأنظار تتجه إلى جنيف بحثاً عن سلام وإيقاف للحرب ووضع حد للمعاناة الإنسانية أي طرف يتعامل بسلبية مع مبادرة جنيف التي تدعمها الولايات المتحدة بقوة سياسية ودبلوماسية، بالتنسيق مع حلفائها الإقليميين والدوليين، سيعرض نفسه للعزلة الدولية، نجاح المفاوضات يعتمد على إرادة الطرفين واستجابتهما لمطالب الشعب في وقف الحرب وعودة الحياة المدنية، وإلا فإن النتيجة ستكون المزيد من تمدد الحرب وآثارها الكارثية على مستقبل البلاد ووحدة أراضيها وشعبها".