السلام فى السودان .. كيف تحول ميدان جديد للتنافس الأمريكى-الروسي؟
بقلم: محمد ضياء الدين
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية حاليا إلى دعم عملية السلام في السودان، ليس بدافع إنسانى ولا بدافع الانتخابات الأمريكية المقبلة، رغم أهمية الحدث وتأثيره المحدود على نتائجها. السبب الرئيسي وراء هذا التوجه يكمن في تنامي النفوذ الروسي في المنطقة، وخاصة في السودان.
يتزايد قلق الولايات المتحدة من التقارب السوداني الروسي، حيث يقوم قادة الجيش السوداني بزيارات مكثفة إلى موسكو. علاوة على ذلك، يظهر أن روسيا تدعم طرفي النزاع في السودان؛ الجيش السوداني بشكل مباشر عسكريا وسياسيا، ومن جهة أخرى تدعم قوات الدعم السريع عبر وسطاء متعددي الأطراف. ويبدو أن الهدف الروسي هو تعزيز نفوذ روسيا داخل كلا الطرفين لضمان مصالحها الاستراتيجية في السودان والمنطقة .
الولايات المتحدة، التي تعتبر نفسها حامية للاستقرار الدولي، تنظر بعين الحذر إلى هذا التمدد الروسي، خاصة في ظل تراجع النفوذ الاستعماري القديم لإنجلترا وفرنسا في إفريقيا. التنافس بين القوى العظمى في القارة السمراء قد يؤدي إلى مواجهات غير مباشرة عبر وكلائهم المحليين، ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا في السودان ودول الجوار.
في هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة لتقليص هذا النفوذ الروسي عن طريق دعم جهود السلام في السودان مؤخرا ، على أمل تحقيق الاستقرار ومنع روسيا من ترسيخ قدمها في منطقة تعتبرها الولايات المتحدة حساسة من الناحية الجيوسياسية.
يبدو أن السعي الأمريكي للسلام في السودان ليس مجرد خطوة إنسانية، بل جزء من صراع أوسع نطاقا على النفوذ في إفريقيا، حيث تتزايد التوترات بين القوى العظمى.