بسبب الأمطار و السيول.. تحذيرات من انتشار مواد ضارة بمياه النيل
خاص - وادي النيل
اجتاحت السيول مناطق واسعة في ولاية نهر النيل وبعض مناطق السودان، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتشريد آلاف الأسر، ولكن الخطر لا يقتصر فقط على الأضرار المادية، إذ تتعرض المنطقة لخطر غير مرئي يتمثل في جرف المواد الضارة والشديدة السمية مثل الزئبق والسيانيد من مناطق التعدين العشوائي عن الذهب. وقد تسببت هذه المواد في انتشار "أمراض غريبة" تشمل الأورام والسرطانات وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الدم.
وحذَّر التجمع المدني في ولاية نهر النيل من "كارثة إنسانية وبيئية" تهدد الإنسان والنبات والحيوان وكل ما يتعلق بالبيئة المحيطة بالإنسان في الولاية. وأشار التجمع في بيان صحفي إلى أن السيول التي جاءت من الأودية والسهول الشرقية وولاية البحر الأحمر قد حملت كميات كبيرة من الزئبق والسيانيد، مما ينذر بكارثة بيئية كبرى، مع توقعات بانتشار الأمراض المرتبطة بتلوث البيئة، خصوصًا في ظل انهيار البنية الصحية في البلاد بسبب الحرب.
كما نبّه التجمع إلى كارثة بيئية أخرى محتملة بسبب تجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار والسيول في السهول الشرقية والغربية للولاية، التي تحتوي على مخلفات تعدين الذهب. وتعتبر منطقة أبو حمد مركزًا رئيسيًا لإنتاج الذهب في السودان، وتشهد أنشطة تعدين عشوائي تستخدم فيها مواد شديدة السمية دون رقابة حكومية.
ووفقًا للبيان، حذر خبراء البيئة من خطر اختلاط مياه الأمطار والسيول بمخلفات التعدين، وانتقالها إلى نهر النيل، مما يهدد السكان والحيوانات والأراضي الزراعية التي تعتمد على مياهه. وأشار البيان إلى اتفاقية "ميناماتا" بشأن استخدام الزئبق في استخراج الذهب، التي أوضحت أن الزئبق المستخدم في التعدين يسبب أضرارًا صحية جسيمة وينتشر في الغلاف الجوي، بينما يعد السيانيد مادة شديدة السمية تُستخدم في استخلاص الذهب ويمكن أن تنتقل لمسافات بعيدة وتتسبب في أمراض خطيرة مثل ألزهايمر وباركنسون واضطرابات الذاكرة والاكتئاب.