مستقبل المهنية الإعلامية في السودان.. وسط التأثيرات الخارجية والمحلية

مستقبل المهنية الإعلامية في السودان.. وسط التأثيرات الخارجية والمحلية
الاعلام السوداني

بقلم :محمد ضياء الدين

في الآونة الأخيرة، شهدنا تسابق بعض الإعلاميين السودانيين للوصول إلى بورتسودان للقاء بعض المسؤولين، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول دوافع هذه الرحلات. يطرح العديد من المراقبين تساؤلات حول الفائدة الحقيقية المرجوة من هذه اللقاءات، وما إذا كانت تهدف بشكل أساسي لتحسين صورة هؤلاء المسؤولين أمام الرأي العام، أو لكسب دعم إعلامي في خضم الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد .

إن التأثيرات المحتملة على نزاهة الإعلام السوداني تتجاوز مجرد تحسين صورة المسؤولين، إذ تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مدى استقلالية الإعلام في بيئة مشبعة بالأجندات السياسية والتمويلات غير الشفافة.

مع غياب الشفافية بشأن مصدر تمويل هذه الرحلات، يفتح الباب على مصراعيه للتكهنات حول الجهات التي قد تقف وراءها. فهل نحن أمام تحركات ممولة من جهات داخلية تسعى لإعادة تشكيل الرأي العام وتوجيهه نحو أهداف معينة؟ أم أن هناك أطرافا خارجية تسعى للتأثير في المشهد الإعلامي السوداني لخدمة مصالحها الخاصة في ظل الصراع القائم؟

من ناحية أخرى، يتساءل البعض عن مدى تأثير هذه اللقاءات على المهنية الإعلامية، وما إذا كان الإعلاميون قادرين على الحفاظ على استقلاليتهم وسط هذه الأجواء المشحونة. إن هذه التحركات قد تكون جزءًا من جهود أوسع للتحكم في الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور، وهو ما يستدعي المزيد من الانتباه والتدقيق في هذه الظاهرة الجديدة.