المبعوث الأمريكي: حظر التسليح على طرفي النزاع في السودان أولوية دولية
جنيف: وادي النيل
كشف المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرييلو، أن هناك جهودًا دولية متواصلة لتطبيق حظر تسليح على طرفي الصراع في السودان. وأشار إلى ضرورة إنهاء النفوذ السلبي لبعض الأطراف التي تعيق المفاوضات، دون تحديد تلك الجهات.
وأضاف بيرييلو، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن وسطاء من السعودية وسويسرا ومصر والإمارات، بقيادة الولايات المتحدة، حاولوا جمع الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات لوقف القتال وإيصال المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، أكد أن غياب مشاركة الجيش السوداني أعاق التقدم في هذه المساعي.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى تواصل يومي مع قادة الجيش السوداني للانضمام إلى محادثات جنيف التي يقاطعها الجيش، مشترطًا تنفيذ اتفاق جدة كشرط أساسي للمشاركة. وفي ظل التصعيد العسكري خلال الأيام الأخيرة، خصوصًا القصف الجوي المكثف ضد قوات الدعم السريع، شدد بيرييلو على أهمية التوصل إلى تسوية سلمية.
وأكد المبعوث الأمريكي أن الجيش السوداني يبدي بعض الانفتاح على المحادثات، لكن قوى سياسية معينة تعيق تلك الجهود. وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف الملتزمة، بما في ذلك روسيا والصين، لتوسيع نطاق تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
في سياق متصل، توالت اتهامات من طرفي الصراع بتورط دول عدة في تقديم الدعم العسكري. حيث تتهم جهات غربية موسكو وطهران بدعم الجيش السوداني بالطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة، فيما تتهم الإمارات بدعم قوات الدعم السريع.
وأشار بيرييلو إلى أن السودانيين بحاجة إلى وقف تدفق الأسلحة إلى بلادهم أكثر من مجرد إرسال مساعدات إنسانية. وحذر من التداعيات الإقليمية للحرب المستمرة، داعيًا إلى مشاركة دولية فعالة لحل الأزمة.
وأعلن المبعوث الأمريكي أن مشاورات جنيف أسفرت عن تشكيل "آلية السلوك"، التي تهدف إلى حماية المدنيين وضمان الامتثال وتلقي الشكاوى، والتي وافقت عليها قوات الدعم السريع. وأضاف أن الطرفين ارتكبا انتهاكات إنسانية فظيعة أدت إلى كوارث إنسانية.
وعلى الرغم من انهيار محاولتين سابقتين لعقد محادثات في جدة والقاهرة، أكد بيرييلو استمرار الجهود الأمريكية للتواصل مع الجيش السوداني بهدف تحقيق السلام.
وأكد المبعوث الأمريكي أن اتصالاته مع الجانب المصري مستمرة، مشيرًا إلى دور مصر كشريك استراتيجي في حل النزاع السوداني. كما كشف عن خطط لفتح طرق جديدة، بما في ذلك معبر سنار، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لحوالي 20 مليون سوداني، مشددًا على ضرورة فتح معبر "أدري" بموافقة الأطراف المتنازعة.
وأقرت مشاورات جنيف تشكيل تحالف دولي لإنهاء الحرب في السودان، يضم إلى جانب الولايات المتحدة كل من الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، مجموعة إيقاد، ودولًا مثل سويسرا والسعودية والإمارات ومصر، بهدف وضع إجراءات دولية لوقف النزاع وحماية المدنيين.