علي فوزي يكتب: ترامب و إفريقيا

علي فوزي يكتب: ترامب و إفريقيا
الكاتب الصحفي علي فوزي - وادي النيل

بقلم: علي فوزي 

بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية بدأ شعوب العالم يتساءلون عن مصير بلادهم بالولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً أن ترامب كان يحكم أمريكا قبل حكم بايدن لها حيث أثارت مواقفه وتصريحاته جدلاً واسعاً خصوصاً تجاه القارة الإفريقية.

 في الوقت الذي اهتمت فيه إدارة ترامب بتعزيز المصالح الاقتصادية والأمنية للولايات المتحدة، كانت سياساته تجاه إفريقيا تفتقر إلى استراتيجية شاملة تعكس توازناً دبلوماسياً أو تواصلاً عميقاً مع القارة.

من الناحية الاقتصادية، افتقرت أجندة ترامب الماضية إلى الاهتمام بمصالح إفريقيا، مع إعطاء الأولوية للمنافسة مع الصين، التي توسعت في القارة بمشروعات ضخمة في البنية التحتية والطاقة. وبينما حافظت إدارته على "برنامج أغوا" لتعزيز صادرات إفريقيا، لم يسعَ ترامب لتطويره، بل بدت سياسته التجارية منحازة نحو الداخل الأمريكي، مما جعل إفريقيا تبحث عن شركاء أكثر التزاماً، كالصين.

من جهة أخرى، ألقت تصريحات ترامب التي وُصفت بالعنصرية تجاه بعض الدول الإفريقية بظلال ثقيلة على صورته، وأثارت ردود فعل غاضبة رسمية وشعبية، ما أثر سلباً على العلاقات وأضعف الثقة بين الطرفين. ورغم اهتمام إدارته بمكافحة الإرهاب في مناطق مضطربة كالساحل الإفريقي والصومال، إلا أن التركيز انصب على الحلول العسكرية دون معالجة الأسباب الأساسية مثل التنمية والاستقرار.

وفي ظل تزايد النفوذ الصيني في إفريقيا، عجزت سياسة ترامب في الفترة الماضية عن تقديم بديل مغرٍ، بل انشغلت بتقييد الصين دون بناء علاقات قوية مع القارة. ورغم انتهاء فترة رئاسته، فإن إرث سياساته يُلقي بظلاله على العلاقات الأمريكية-الإفريقية. ويتطلب إصلاح هذه العلاقات خطوات جادة من الإدارة الأمريكية الحالية لإعادة بناء الثقة، ودعم التعاون في مجالات التنمية والتعليم والصحة.

في النهاية، يبدو أن التحدي الأهم للولايات المتحدة في إفريقيا هو القدرة على بناء شراكات ترتكز على الاحترام المتبادل والتنمية المستدامة، لتكون منافسة حقيقية للصين، ولتثبت أن مصالح إفريقيا ليست مجرد ورقة في لعبة النفوذ الدولي، هل ينجح ترامب في عودة إفريقيا في أحضان أمريكا من جديد بدلاً من روسيا و الصين.