خبير سوداني يكشف لـ «وادي النيل» شروط نجاح المبادرة التركية بين السودان و الإمارات

خبير سوداني يكشف لـ «وادي النيل» شروط نجاح المبادرة التركية بين السودان و الإمارات
السودان و الامارات - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

خلال اتصال هاتفي بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طرح الرئيس التركي مبادرة للوساطة بين السودان والإمارات.

 تأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي سياق الدور التركي المتزايد في الملفات الإقليمية والدولية، لا سيما بعد سقوط النظام السوري، حيث لعبت أنقرة دورًا بارزًا بالتنسيق مع حلفائها.

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد إن ترحيب البرهان بالمبادرة يعكس إدراك القيادة السودانية لأهمية التنسيق الدولي في جهود إنهاء الصراع، ومع ذلك، فإن فرص نجاح الوساطة التركية تعتمد على مجموعة من العوامل الأساسية.

أضاف أبو زيد في تصريحات خاصة لـ "وادي النيل"، أن تحقيق اختراق حقيقي يتطلب توافقًا سياسيًا بين الأطراف السودانية والإماراتية حول أهداف المبادرة، كما أن الإرادة السياسية لكلا الطرفين ستحدد مدى استعدادهما للتعاون مع تركيا كوسيط.

أشار إلى أن نجاح أي وساطة يعتمد على حصولها على دعم واسع من القوى الإقليمية والدولية، إلى جانب المنظمات الدولية التي يمكن أن تلعب دورًا في ضمان تنفيذ الاتفاقات.

أكمل أن الوضع السياسي والاقتصادي المعقد في السودان يمثل عائقًا رئيسيًا أمام أي مبادرة، مما يتطلب معالجة القضايا الجوهرية التي أدت إلى الصراع لضمان نجاح جهود الوساطة.

لفت أبو زيد إلى أن قدرة تركيا على لعب دور الوسيط تتوقف على مدى قبول الأطراف بها كمحاور محايد يتمتع بالثقة، وهو أمر قد يكون موضع جدل في ظل العلاقات التركية مع بعض الأطراف الإقليمية.

يشدد على ضرورة أن تكون الوساطة شاملة، تتضمن جميع الأطراف الفاعلة في المشهد السوداني من قوى سياسية ومجتمعية، إضافة إلى التركيز على الحوار البناء الذي يعالج جذور الأزمة.

اختتم المحلل السياسي السوداني، أن نجاح المبادرة التركية مشروط بوجود إرادة سياسية حقيقية، دعم دولي وإقليمي، وشمولية في الحوار بين الأطراف السودانية، ومع توافر هذه العوامل، قد تكون هناك فرصة لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في السودان.