وزير الأوقاف يحتفي بعيد ميلاده بطريقة مختلفة .. تعرف عليها

عيد ميلاد الشيخ أسامة الأزهري

وزير الأوقاف يحتفي بعيد ميلاده بطريقة مختلفة .. تعرف عليها
الشيخ أسامة الأزهري

احتفل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بعيد ميلاده الذي يوافق 16 يوليو من كل عام، حيث قام بنشر خاطرة عبر الصفحة الرسمية له.

قائلاً:"ولدت يوم ١٦ يوليو،في مثل هذا اليوم، فأحببت أن أنشر هذه الخاطرة التي كتبتها قبل سنوات بعنوان:"يومٌ وُلِدتُ فيه"

في مثل هذا اليوم أنعم الله تعالى عليّ بنعمة الإيجاد، وانهمرت نعم الله تعالى وعطاياه فيما مضى من العمر، وقد تقلبت بي الحياة في دروبها ومسالكها، ووعيتُ من عجائب الحياة ما وعيت، إلا أن الوعي الأكبر الذي نما وتعاظم بداخلي هو الشهود المطلق للافتقار إلى الله تعالى، وأن الكون كله بأفلاكه ومجراته وشموسه وكواكبه ومداراته وجباله وبحاره وأنهاره وهضابه وسهوله ووديانه وحيوانه وطيوره وعجائب مخلوقاته وممالكه وشعوبه وثقافاته وأجناسه وحضاراته، ورسله وأنبيائه، وأوليائه وأصفيائه، ومحدثيه وفقهائه، وعباقرته وعلمائه، وقادته وعظمائه، وفلاسفته وخطبائه، ومفكريه ونجبائه، وطغاته ومجرميه وسفهائه، ومثقفيه وقرائه، ورجاله ونسائه، وكل ورقة شجر، وصخرة مدر، وغصن ثمر، وقطرة ماء، ونسمة هواء، وبيع وشراء، ورخص وغلاء، وتيار فكر، ومجلس علم وذكر، وتوجه فلسفي، واتجاه معرفي، وحركة تاريخ، وثناء وتوبيخ، وحروب ومعاهدات، وعقود وتعاملات، ونجوم في أعماق الكون قد تسعرت وتوقدت، وسُدُمٍ هائلة في غوامض الكون قد ولدت أو توهجت أو انفجرت أو تمزقت، أن كل ذلك دائر في فلك التدبير الإلهي، تتنزل من الله تعالى في كل لمحة ونفس عجائب التقدير والرزق، والإحياء والإماتة، والإيجاد والإمداد، والهداية والتوفيق، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء، يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء، لا يشغله سبحانه شأن عن شأن، ولا أمر عن أمر، وسع كل شيء رحمة وعلما، ورأفة وحلما، وقد وسع سمعه الأصوات، ووسع علمه الكائنات، فلا تحيط عبارة كائن ولا مخلوق عن مقدار ذلك الجلال والعظمة والشأن والمجد والكبرياء والسلطان المطلق:

شملتْ لطائفهُ الخلائقَ كلها *** ما للخلائق كافلٌ إلا هو

فعزيزها وذليلها وغنيها *** وفقيرها لا يرتجونَ سواهُ

ملكٌ تدينُ لهُ الملوكُ ويلتجي *** يومَ القيامة ِ فقرهمْ بغناهُ

هوَ أولٌ هوَ آخرٌ هوَ ظاهرٌ *** هوَ باطنٌ ليسَ العيونُ تراهُ

حجبتهُ أسرارُ الجلالِ فدونهُ *** تقفُ الظنونُ وتخرسُ الأفواهُ

صمدٌ بلا كفءٍ ولا كيفية *** أبداً فما النظراءُ والأشباهُ

شهدتْ غرائبُ صنعهِ بوجوده *** لولاه ما شهدتْ بهِ لولاهُ

وإليهِ أذعنتِ العقولُ فآمنتْ *** بالغيبِ تؤثرُ حبها إياه

سبحانَ منْ عنتِ الوجوهُ لوجههِ *** ولهُ سجودٌ أوجهٌ وجباهُ

طوعاً وكرهاً خاضعينَ لعزهِ *** فلهُ عليها الطوعُ والإكراهُ

سلْ عنهُ ذراتِ الوجودِ فإنها *** تدعوهُ معبوداً لها رباه

ما كانَ يُعبدُ منْ إلهٍ غيرهُ *** والكلُّ تحتَ القهْرِ وهوَ إلهُ

نعم لمعت تلك المعاني وأنا أستحضر لحظة وجودي وميلادي، تلك اللحظة العابرة من الزمن، التي صدر فيها الأمر الإلهي لأقدار الكون أن تصطف وتجري، على وجود عبد جديد ومولود كائن، في بقعة من بقاع الأرض، وفي هذا الخضمّ الهائل من الأكوان والموجودات والشئون، وأن ذلك العبد تتشابك مسارات حياته مع العشرات والمئات والألوف من مسارات الخلائق، مما كتبه الله تعالى وقدره في سابق علمه، لعبد ضعيف اسمه أسامة السيد، فجرت معاني الأمومة والأبوة، والقرابة والأخوة، والصداقة والمحبة، والأستاذية والتلمذة، والمعرفة والمباعدة، والمحبة والكراهة، والنشأة والتلقي، والكتابة والتأليف، والسفر والحركة، كل ذلك مع ما يغيب عن الخلق ويختلج في السرائر والبواطن، من العبودية والخضوع، والانطراح والفاقة، والرجاء والافتقار، والهيام بمراتب أئمة الهدى، والولع والشغف بدقائق أحوال أهل المعرفة بالله، وشدة الطمع في سوابغ كرم الله وجوده، فأين أنا وأنا قطرة مغمورة في بحرٍ محيطٍ هائلٍ من الموجودات والكائنات والمخلوقات، لكنك يا رب كريم، وقد جعلت لعبدك هذا سجلا أجريت فيه لعبدك هذا مقاديره وتدابيره، وجعلت له ميزانا وديوانا، وقدرت له دورا في خدمة عبادك، ودعوتهم إليك، ودلالتهم إلى سبيلك، اللهم إني في مثل هذه الساعة التي تفضلت فيها عليّ بنعمة الإيجاد أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أني أحبك، وأحب نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم، وأني عبدك وابن عبدك وابن أٓمٓتِك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، فيا جليلا قد لَطَف، ويا جبارًا قد عَطَف، ويا مجيدًا قد رَأَف، لعل سابقةً من سوابق جودك وحلمك، واصطفائك وإنعامك أن تدرك عبدك هذا، الفقير الملهوف، الخاضعَ لعظمتك، الموقنَ في كرمك، الراغبَ فيما عندك، الواثقَ في جميل إقبالك، المعتزَّ بك وحدك، الطامعَ في رحمتك، المستأنسَ في هذه الدار برشحات لطفك، حتى تزج بنا في أنوار العطاء والتجلي، والنصرة والتولي، ولا حول ولا قوة إلا بك.

حياته 

أسامة السيد محمود محمد الأزهري هو ولد في الإسكندرية يوم الجمعة 18 رجب 1396 هـ - 16 يوليو 1976م. نشأ في سوهاج من صعيد مصر، وبارك والده توجهه لحفظ القرآن الكريم. لم يقتصر في تكوينه على ما تلقاه خلال دراسته الأكاديمية الرسمية الأزهرية بل طلب العلوم الشرعية وغيرها من خلال ملازمة ومرافقة أهل كل علم من المتخصصين من أكابر علماء الأزهر الشريف المعمور، ثم عدد من أكابر علماء الشام، واليمن، والمغرب العربي، وأجازه جل من لقيهم من العلماء وقد ذكر عددا منهم في بعض من مؤلفاته كمعجم الشيوخ وأسانيد المصريين وغيرها.