ترامب يثير الجدل بمزحة حول ضم كندا.. وأوتاوا تسعى لاحتواء الموقف

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال عشاء جمعه مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مارالاجو، موجة من الجدل في كندا.
حيث أشار ترامب، على سبيل المزاح، إلى إمكانية ضم كندا كولاية أمريكية رقم 51، مما تسبب في ارتباك سياسي وإعلامي في أوتاوا.
جمع اللقاء الذي عُقد في فلوريدا الجمعة الماضية، بين ترامب وترودو، في ظل توتر ناجم عن تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية على الواردات الكندية، ووفقًا لمصادر مطلعة، طرح ترامب الفكرة مازحًا أثناء النقاش حول تداعيات الإجراءات التجارية، مما أدى إلى ردود فعل متباينة من قبل الوفد الكندي.
وصرّح وزير الأمن العام الكندي دومينيك لوبلانك، الذي كان حاضرًا خلال اللقاء، أن تصريحات ترامب كانت "مزحة" تهدف إلى إضفاء روح خفيفة على الاجتماع. وأكد أن اللقاء تناول قضايا هامة، منها العلاقات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.
حذر مراقبون كنديون من استغلال مثل هذه التصريحات لزعزعة استقرار العلاقات بين البلدين. من جانبه، دعا جيرالد بوتس، المستشار السابق لترودو، إلى عدم الانجراف وراء تصريحات ترامب، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب ليس جديدًا عليه.
وفي السياق ذاته، شدد وزير العدل الكندي عارف فيراني على أهمية استمرار العلاقة بين البلدين، معتبراً أن اللقاء يعكس التزامًا مشتركًا بمناقشة القضايا الثنائية بجدية.
أكد وزير الصناعة الكندي فرانسوا فيليب شامبين على أهمية تعزيز كندا كـ"مورد استراتيجي مفضل" للولايات المتحدة في مجالات الطاقة، المعادن الحيوية، وأشباه الموصلات. وأشار إلى أن اللقاء بين ترودو وترامب يعزز موقع كندا كشريك اقتصادي رئيسي.
زاد الجدل بعد أن نشر ترامب، عبر منصة تروث سوشيال، صورة معدلة بالذكاء الاصطناعي يظهر فيها بجانب العلم الكندي مع خلفية تشبه جبل ماترهورن في جبال الألب. ورأى البعض في الصورة رسالة غامضة تحمل إيحاءات عن العلاقة المستقبلية بين البلدين.
لطالما كانت فكرة تحول كندا إلى ولاية أمريكية مادة للجدل في الأوساط القومية الكندية، وخاصة خلال النقاشات حول اتفاقيات التجارة الحرة في ثمانينيات القرن الماضي. ورغم هذه المزحة، أكدت حكومة جاستن ترودو أن كندا ستظل ملتزمة بالحفاظ على سيادتها وعلاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
تعكس هذه المزحة أجواء اللقاءات بين القيادات السياسية في ظل العلاقات الاقتصادية والتجارية المعقدة بين البلدين. وبينما تسعى كندا لاحتواء الموقف، تستمر التحديات في رسم ملامح العلاقة المستقبلية بين أوتاوا وواشنطن.