انسحاب فرنسي من تشاد بدعم أوكراني .. التفاصيل

انسحاب فرنسي من تشاد بدعم أوكراني .. التفاصيل
إنسحاب فرنسا من تشاد - وادي النيل

متابعات: وادي النيل 

بدأت فرنسا في إنهاء وجودها العسكري في تشاد، الذي استمر لعقود، في خطوة تمثل تحولاً استراتيجياً في منطقة الساحل الإفريقي. ودعمت طائرة النقل الأوكرانية العملاقة "أنتونوف An-124-100M" هذا الانسحاب، حيث قامت بنقل نحو 70 طناً من المعدات العسكرية من القاعدة الفرنسية في "فايا-لارجو" شمال البلاد. 

وأكد الجيش التشادي تسلم القاعدة بشكل كامل، في حين أشار رئيس الأركان التشادي إلى استعدادات مشابهة لتسليم قواعد أخرى في "أبيشي" شرقاً والعاصمة "نجامينا". جاء هذا الانسحاب قبل الانتخابات البرلمانية والمحلية المقررة في تشاد، وسط تحولات سياسية وأمنية متسارعة.

محطات الانسحاب والخطط المستقبلية

غادرت القوات الفرنسية "فايا-لارجو" باتجاه "نجامينا"، على أن يتم نقل جميع المعدات المتبقية عبر ميناء دوالا في الكاميرون بحلول نهاية يناير. ويأتي الانسحاب في سياق تراجع النفوذ الفرنسي في إفريقيا بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية في دول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، والتي أدت إلى إنهاء التواجد العسكري الفرنسي في تلك الدول.

تشاد، التي كانت تُعتبر نقطة ارتكاز رئيسية لفرنسا في منطقة الساحل، بدأت في توجيه بوصلتها نحو تعزيز علاقاتها مع روسيا، حيث أعلن الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو إنهاء التعاون العسكري مع فرنسا.

دلالات الانسحاب وتغير موازين القوى

يشير انسحاب القوات الفرنسية إلى تحول كبير في الديناميكيات الجيوسياسية في الساحل الإفريقي. فقد كانت فرنسا تعتمد على تشاد كقاعدة لدعم عملياتها ضد الحركات المسلحة في المنطقة. ومع تراجع هذا الدور، تسعى تشاد ودول الساحل الأخرى إلى بناء تحالفات جديدة، أبرزها مع روسيا.

من جهة أخرى، يُظهر استخدام الطائرة الأوكرانية "أنتونوف An-124" في عمليات الانسحاب أهمية النقل الجوي الاستراتيجي في العمليات العسكرية، خاصة في ظل تغير طبيعة الصراعات الحديثة.

ويذكر أن الانسحاب الفرنسي يمثل من تشاد نهاية حقبة طويلة من النفوذ الفرنسي في المنطقة، ويضع تحديات جديدة أمام باريس لإعادة صياغة استراتيجيتها في إفريقيا. كما يفتح الباب أمام قوى إقليمية ودولية أخرى لملء الفراغ، مما قد يعيد تشكيل موازين القوى في الساحل الإفريقي لعقود قادمة.