ختام أسبوع كمبالا الثقافي بندوة حول الكارثة الإنسانية في السودان: دعوات لممرات إنسانية وإحالة الانتهاكات للجنائية الدولية

ختام أسبوع كمبالا الثقافي بندوة حول الكارثة الإنسانية في السودان: دعوات لممرات إنسانية وإحالة الانتهاكات للجنائية الدولية
فعاليات أسبوع كمبالا - وادي النيل

كمبالا – وادي النيل

اختتمت فعاليات أسبوع كمبالا الثقافي في العاصمة الأوغندية مساء الخميس 29 مايو 2025، بندوة تناولت الكارثة الإنسانية في السودان، وسط مشاركة واسعة من نشطاء حقوقيين وأكاديميين وسياسيين وصحفيين من السودان وجنوب السودان.

وجاءت الندوة التي أقيمت تحت عنوان: "الوضع الإنساني في السودان في ظل الحرب"، بتنظيم مشترك بين المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، ومنظمة مناصرة ضحايا دارفور، والمنظمة الأفريقية للحقوق والتنمية، واستمرت الفعاليات من 27 حتى 29 مايو.

وضع صحي متدهور وتحذيرات من أسلحة محرّمة

افتتح النقاش الحقوقي آدم راشد، عضو المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، بعرض ميداني عن التدهور المروّع في الوضع الصحي داخل السودان، مشيراً إلى تفشي أمراض سوء التغذية والملاريا، إلى جانب ظهور أمراض غامضة يُشتبه في ارتباطها باستخدام أسلحة كيميائية.

وشدد راشد على أن تقديم المساعدات الإنسانية “حق مشروع بموجب القانون الدولي الإنساني وليس منّة من أحد”، محملاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية تاريخية تجاه معاناة المدنيين.

فيصل محمد صالح: "الصراع ليس قبلياً بل أزمة سلطة"

من جانبه، قدّم وزير الإعلام السوداني السابق الصحفي فيصل محمد صالح تحليلاً لجذور الأزمة، مؤكداً أن الحرب الحالية ليست نزاعاً قبلياً كما يُروّج لها، بل نتيجة صراع سياسي داخل أنظمة شمولية ترفض التعددية.

وأشار إلى أن "تحول النزاع إلى أداة لتعزيز نفوذ الجماعات المسلحة"، داعياً إلى محاسبة كل الأطراف المتورطة دون انتقائية، بما في ذلك من أشعلوا الحرب، وموّلوا الميليشيات، والدول التي زودت المتقاتلين بالسلاح.

نزوح واسع وانهيار النظام الصحي

أما الناشط السياسي أحمد عبد المجيد، فقد حذّر من تصنيف الأمم المتحدة للأزمة السودانية كواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية غير المسبوقة، كاشفاً عن نزوح أكثر من 8.6 مليون سوداني، وانهيار النظام الصحي في نحو 70% من المناطق المتأثرة.

وأضاف أن التدخلات الإقليمية والدولية "حوّلت السودان إلى ساحة صراع بالوكالة"، داعياً إلى موقف عربي وإفريقي موحد لوقف نزيف الدم وإنقاذ المدنيين.

توصيات ومواصلة الفعاليات

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات أبرزها:

إنشاء ممرات إنسانية عابرة للحدود لتسهيل وصول المساعدات.

إحالة ملف الانتهاكات للمحكمة الجنائية الدولية.

توثيق جرائم الحرب رقمياً.

كما تم التأكيد على استمرار الفعاليات حتى 3 يونيو، عبر معارض فنية وعروض سينمائية توثق معاناة المدنيين السودانيين.