الصراع الأمريكي - الصهيوني مع إيران: احتمالات الحرب والتسوية

الصراع الأمريكي - الصهيوني مع إيران: احتمالات الحرب والتسوية
محمد الأمين أبو زيد - وادي النيل

بقلم: محمد الأمين أبوزيد

يمثل الصراع بين الولايات المتحدة وإيران أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، نظراً لتداخله السياسي والأيديولوجي والاقتصادي والعسكري، وامتداده الزمني لعقود من الزمن.

الجذور التاريخية للصراع

1953: دعمت الولايات المتحدة انقلابًا في إيران أطاح برئيس الوزراء محمد مصدق، وأعاد الشاه إلى الحكم.

1979: قيام الثورة الإسلامية بقيادة الخميني، وسقوط نظام الشاه، مما أدى إلى قطع العلاقات بين طهران وواشنطن، واندلاع أزمة احتجاز الرهائن بالسفارة الأمريكية.

البُعد الديني

إيران تتبنى نظام "ولاية الفقيه" الشيعي الذي يعادي الهيمنة الأمريكية ويصفها بـ"الشيطان الأكبر". بينما تتهمها واشنطن برعاية الإرهاب وتهديد استقرار المنطقة.

الملف النووي والتهديد الأمني

وقعت إيران الاتفاق النووي عام 2015 مع إدارة أوباما.

انسحب منه ترامب في 2018، ما أعاد التوتر الأمني بين الطرفين.

إيران متهمة بالسعي لتطوير برنامج نووي عسكري، وهو ما تعتبره واشنطن تهديدًا خطيرًا.

التوتر الإقليمي

إيران تدعم مليشيات في العراق وسوريا ولبنان (حزب الله) واليمن (الحوثيين)، بينما تدعم واشنطن خصومها وتفرض عقوبات قاسية.

أبرز العمليات العسكرية شملت اغتيال قاسم سليماني عام 2020، واغتيال صالح العاروري 2024 في قلب طهران من قبل الموساد.

الحرب الاقتصادية

الولايات المتحدة تستخدم العقوبات كأداة ضغط، بينما تسعى إيران لتجاوزها بالتحالف مع روسيا والصين، والتهريب، وتوسيع النفوذ الإقليمي.

الصراع الإيراني - الإسرائيلي

قبل 1979 كانت هناك علاقات رسمية، لكن بعد الثورة تحوّل الخطاب الإيراني إلى عداء عقائدي.

إيران تدعم حماس والجهاد الإسلامي، بينما ترى إسرائيل في السلاح النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، ما يدفعها لاستهداف منشآت إيرانية بمساعدة أمريكية.

الصراع العربي - الفارسي

يمتد تاريخيًا إلى الفتوحات الإسلامية. يرى بعض الفرس في تلك الفتوحات إذلالًا حضاريًا.

البعد المذهبي: إيران مركز التشيع، والعرب غالبًا من السنة.

الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988): أبرز حلقات هذا الصراع، وانتهت بانتصار العراق.

تدخلات إيران الحديثة: تصاعدت بعد غزو العراق 2003، خاصة في الدول ذات الوجود الشيعي (العراق، سوريا، لبنان، اليمن).

فضيحة "إيران-غيت" كشفت تناقضات الموقف الإيراني من إسرائيل.

احتمالات نشوب الحرب

التصعيد المتبادل: إيران تُظهر استعدادًا للرد، وإسرائيل تنفذ عمليات استباقية.

الردع المتبادل: يمنع انزلاق الأطراف إلى مواجهة شاملة.

الولايات المتحدة: لا ترغب في حرب شاملة، لكنها ملتزمة بأمن إسرائيل.

الوكلاء الإقليميون: تستخدمهم إيران لتجنب مواجهة مباشرة.

فرص التسوية

1. مفاوضات نووية تعتمد على تنازلات وضمانات.

2. تفاهمات دولية برعاية الصين وروسيا وأوروبا.

3. تغيير سياسي في أحد الأطراف قد يُحدث مرونة.

4. تصعيد عسكري محدود يفرض تسوية لاحقة.

5. استمرار التوتر المنضبط بدون اتفاق رسمي.

خاتمة

تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في ظل المشهد الدولي والإقليمي المتقلب، مع توازن دقيق بين الحرب والتسوية.