إثيوبيا تُعلن افتتاح سد النهضة رغم تعطل التوربينات... هل يتحول السد إلى قنبلة مائية؟

القاهرة: علي فوزي
أعلنت إثيوبيا مؤخرًا عن تحديد موعد افتتاح سد النهضة، مما أثار جدلاً واسعًا ومخاوف من تداعيات كارثية على السودان ومصر. يأتي هذا الإعلان في ظل تحديات فنية وتشغيلية تواجه السد، مما يزيد من القلق بشأن سلامة دول المصب.
الإعلان الإثيوبي وتوقيته المثير للجدل
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن سد النهضة سيُفتتح خلال ستة أشهر، مؤكدًا اكتمال بنائه بنسبة 100% . إلا أن هذا الإعلان يأتي في وقت تواجه فيه إثيوبيا مشاكل فنية في تشغيل التوربينات، مما يثير تساؤلات حول جاهزية السد للتشغيل الفعلي.
مخاوف من تصريف مفاجئ للمياه
بسبب التحديات الفنية وتأخر تشغيل التوربينات، قد تضطر إثيوبيا إلى تصريف نحو 20 مليار متر مكعب من المياه المخزنة في بحيرة السد استعدادًا لموسم الأمطار المقبل . هذا التصريف المفاجئ قد يؤدي إلى فيضانات تهدد المدن السودانية الواقعة على ضفاف النيل الأزرق.
الموقف المصري
لم تصدر مصر ردًا رسميًا على الإعلان الإثيوبي الأخير، لكن خبراء مصريين حذروا من أن تشغيل السد دون اتفاق قانوني ملزم يمثل تهديدًا لأمن مصر المائي. وزير الري المصري، هاني سويلم، أكد أن إنشاء وتشغيل السد بشكل أحادي يشكل انتهاكًا للقانون الدولي .
استخدام السد كورقة سياسية
يرى بعض المحللين أن إثيوبيا قد تستخدم سد النهضة كورقة ضغط سياسية، خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي تواجهها. إعلان افتتاح السد في هذا التوقيت قد يكون محاولة لتحويل الأنظار عن المشاكل الداخلية وتعزيز موقف الحكومة الإثيوبية على الساحة الإقليمية.
القلق السوداني
السودان أعرب عن قلقه من التصريف المفاجئ للمياه، حيث قد يؤدي ذلك إلى فيضانات تهدد المدن والبنية التحتية السودانية. الخبراء يحذرون من أن التصريف دون تنسيق مسبق مع السودان ومصر قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية.
الحاجة إلى اتفاق قانوني ملزم
تؤكد مصر والسودان على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة لضمان حقوق دول المصب وتفادي الأضرار المحتملة. الجمود في المفاوضات الثلاثية يزيد من تعقيد الأزمة ويهدد الاستقرار في المنطقة.
في ظل هذه التطورات، يبقى الوضع في حوض النيل متوترًا، مع تصاعد المخاوف من تداعيات افتتاح سد النهضة دون اتفاق شامل يضمن مصالح جميع الأطراف.