بعد رفض السعودية.. كل ما تريد معرفته عن اتفاقيه سيداو

بعد رفض السعودية.. كل ما تريد معرفته عن اتفاقيه سيداو
اتفاقية سيداو - وادي النيل

تقارير: وادي النيل 

خلال الساعات القليلة الماضية تصدرت اتفاقية سيداو محركات البحث وذلك بعدما رفضت المملكة العربية السعودية الإتفاقية، لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول الاتفاقية.

ما هي اتفاقية سيداو؟

 اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، المعروفة اختصارًا باتفاقية سيداو (CEDAW)، هي معاهدة دولية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1979، وبدأت سريانها في 3 سبتمبر 1981. وتهدف الاتفاقية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وضمان تمتعها بحقوق الإنسان والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الرجل.

أهداف الاتفاقية: تهدف اتفاقية سيداو إلى تحسين أوضاع المرأة عالميًا وتعزيز حقوقها، وتحديدًا في المجالات التالية:

1. القضاء على التمييز: تسعى الاتفاقية إلى القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في أي جانب من جوانب الحياة العامة أو الخاصة.

2. المساواة بين الجنسين: تضمن الاتفاقية أن تتمتع النساء بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجال، وأن يُعاملن على قدم المساواة في جميع المجالات، بما في ذلك التعليم، والعمل، والزواج، والمشاركة في الحياة السياسية.

3. تمكين المرأة: تهدف الاتفاقية إلى دعم تمكين المرأة من خلال تشجيع التغييرات القانونية والاجتماعية اللازمة لتحقيق مساواة حقيقية بينها وبين الرجل.

بنود الاتفاقية: تتضمن الاتفاقية عدة بنود رئيسية، منها:

1. التعليم: تنص الاتفاقية على ضمان حق المرأة في التعليم على جميع المستويات، ومساواتها في فرص التعليم والتدريب.

2. العمل: تضمن الاتفاقية حق المرأة في العمل وتدعو إلى توفير فرص عمل متساوية، وضمان بيئة عمل آمنة وصحية للمرأة.

3. الصحة: تؤكد الاتفاقية على أهمية توفير الرعاية الصحية للمرأة، مع مراعاة احتياجاتها الخاصة، بما في ذلك الصحة الإنجابية.

4. الزواج والأسرة: تعترف الاتفاقية بحق المرأة في الزواج بناءً على موافقتها الكاملة، وتدعو إلى حماية حقوقها داخل الأسرة.

5. السياسة والحياة العامة: تشجع الاتفاقية مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، بما في ذلك حقها في التصويت والترشح للمناصب العامة.

التحفظات على الاتفاقية: رغم أن الاتفاقية تمثل خطوة مهمة في مجال حقوق المرأة، فإن بعض الدول أبدت تحفظات على بعض بنودها، خاصة البنود المتعلقة بالأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والميراث، حيث ترى بعض الدول أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية أو مع قوانينها المحلية. وتسمح الاتفاقية للدول بتسجيل تحفظات على بعض بنودها، شريطة ألا تتعارض هذه التحفظات مع جوهر الاتفاقية.

الاتفاقية في العالم العربي: تشير الدول العربية إلى أهمية حقوق المرأة، لكن التحفظات على بعض بنود سيداو تُعد شائعة. فبينما صادقت معظم الدول العربية على الاتفاقية، فقد سجلت تحفظات على بعض البنود التي ترى أنها لا تتماشى مع قوانين الأحوال الشخصية المستندة إلى الشريعة. وتتمحور التحفظات عادة حول قضايا مثل المساواة في الزواج، وحرية اختيار الزوج، وحق المرأة في نقل جنسيتها لأبنائها.

التحديات التي تواجه تطبيق سيداو:

1. العادات والتقاليد: يمثل العرف الاجتماعي في بعض الدول تحديًا أمام تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل، حيث تسود تقاليد قد لا تدعم حقوق المرأة.

2. الإطار القانوني: تتطلب الاتفاقية من الدول إجراء تغييرات قانونية لتتوافق مع معاييرها، وهذا يمكن أن يكون معقدًا في الدول التي تعتمد قوانين مستندة إلى الدين.

3. نقص الوعي: قلة الوعي بحقوق المرأة تؤثر على فهم المرأة نفسها لحقوقها وعلى قدرة المجتمع على دعم هذه الحقوق.

4. التحفظات: بسبب التحفظات على بعض البنود، تتراجع فعالية الاتفاقية في تعزيز حقوق المرأة بشكل كامل في بعض الدول.

إنجازات الاتفاقية وتأثيرها: رغم التحديات، ساهمت اتفاقية سيداو في تحسين وضع المرأة في عدة مجالات. فقد دفعت إلى تحقيق تقدم في مجال التعليم وتمثيل المرأة في الحياة السياسية والعمل، وساهمت في سن قوانين لمكافحة التمييز ضد المرأة في عدة دول. كما ساعدت على زيادة الوعي بحقوق المرأة وتشجيع الحوار حول قضايا المساواة بين الجنسين.

خاتمة: تعد اتفاقية سيداو إحدى الاتفاقيات الرئيسية التي تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على التمييز ضد المرأة. ورغم وجود تحفظات من بعض الدول، إلا أن الاتفاقية لا تزال تشكل إطارًا دوليًا هامًا لتعزيز حقوق المرأة وتحسين أوضاعها عالميًا.