احمد محمود يكتب: الكتابة في زمن الحرب أو المشي فوق الجمر حافياً

احمد محمود يكتب: الكتابة في زمن الحرب أو المشي فوق الجمر حافياً
الحرب في السودان - وادي النيل

بقلم أحمد محمود أحمد

يطرح الكاتب أحمد محمود أحمد، في مقالته "الكتابة في زمن الحرب أو المشي فوق الجمر حافياً"، تأملات فلسفية حول دور الكتابة في سياق العنف المستعر والصراعات المستمرة. يبدأ بالسؤال المحوري: لمن يكتب الكاتب في أوقات الحرب، وما جدوى الكتابة حينما تكون الرصاصة هي الأقوى وتغدو الكلمات عاجزة أمام الصراعات؟

يعبّر الكاتب عن عجزه في زمن يفتقد المعنى؛ فالكتابة هنا تبدو وكأنها تحاول اللحاق بعالم مضطرب، حيث يختفي مفهوم "المعركة النبيلة"، ليحل محله عراك عنيف لا غاية له سوى تدمير كل شيء. وفي قلب هذا المشهد، يجد الكاتب نفسه واقفاً في المنتصف، عاجزاً عن حسم اختياره بين القلم والبندقية، إذ يطرح تساؤلات متشابكة حول مصير الكاتب، خصوصاً عندما يجد نفسه دون بوصلة واضحة للانحياز.

الكتابة: مواجهة العدم وضياع الرؤية

يشير الكاتب إلى أن الحرب اليوم ليست مجرد سرد روائي، بل هي واقع يغرق الجميع في ظلامه. الكتابة، هنا، تصبح محاولاتٍ لرسم الرؤية وسط الغبار، حيث تمثل مشاهد الحرب وجوه نساء حائرات، وأطفال تائهين، وبلدات غارقة في الدخان، فتضيع الرؤى وتفقد الكتابة معناها. بالنسبة للكاتب، تبدو الكتابة في زمن الحرب ضرباً من التيه أو ما أسماه بـ"الكتابة على الجمر حافياً"، فهي معاناة ومحاولة لإضفاء معنى وسط حالة من العدم والفوضى.

الحرب: جدوى الكتابة وأزمة الخيال

يتساءل أحمد محمود أحمد عن مغزى الكتابة في ظل الفجائع المتتالية، مستحضراً قول زهير بن أبي سُلمى عن الحرب، ومشيراً إلى أنها تجربة مريرة ليست مجرد حديث. الكتابة في زمن الحرب، إذن، تفتقر إلى الخيال، وتغدو رحلة شاقة تواجه بها العدم، حيث تفتقر للخيال الذي يمنح الكتابة الحياة، ويغدو الكاتب مجبراً على خوض معركته الوجودية في ظل الموت المحيط به.

الختام: الكتابة كحربٍ معنوية

ختاماً، يظل التساؤل عن دور الكاتب ودوافعه في زمن الحرب قائماً. هل يمكن للكتابة أن تكون وسيلة لمقاومة الفراغ والموت الرمزي الذي تحمله الحروب؟ أم أنها فقط عبور فوق الجمر، تزداد مشقته مع كل خطوة؟