الدبلوماسي الجنوبي السوداني أليو قرنق يدشن كتابه عن «مدرسة الشيخ لطفي» بالقاهرة

القاهرة: وادي النيل
شهدت العاصمة المصرية القاهرة حفل تدشين كتاب "قطوف من السيرة بمدرسة الشيخ لطفي" للدبلوماسي والكاتب الجنوبي السوداني الدكتور أليو قرنق أليو. يوثق الكتاب، الصادر عن دار رفيقي للنشر بجنوب السودان، تجربة والده رائد التعليم قرنق أليو، والتي جسدت نموذجاً فريداً للتعايش بين طلاب الجنوب والشمال في مدينة رفاعة بولاية الجزيرة، خلال الفترة من 1985 حتى استقلال جنوب السودان عام 2011.
أقيمت الندوة بحضور ومشاركة شخصيات بارزة، بينهم نادر السماني، أمين عام اتحاد الكتاب السودانيين، ومحمود سرور، الدبلوماسي بسفارة جنوب السودان في القاهرة، وشول دينق، المحاضر بجامعة أعالي النيل، بينما أدارتها الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، مدير تحرير صحيفة الأهرام. وشهدت الفعالية نقاشاً عميقاً حول الكتاب، وسط حضور جماهيري من أبناء السودان وجنوب السودان ومصر.
في كلمته، أكد الدكتور أليو قرنق أليو أن مدرسة الشيخ لطفي قدمت تجربة استثنائية في التعايش بين أبناء الجنوب والشمال خلال فترة صعبة كانت الحرب تمزق النسيج الاجتماعي. وأوضح أن المدرسة كانت مثالاً للقومية والتآخي، رافضة الانغلاق على الهوية الجنوبية، وقدم إدارتها نموذجاً للنضال ضد التهميش عبر التعليم.
أكدت أسماء الحسيني أن الكتاب يعد تأريخاً مهماً لفترة مفصلية في تاريخ السودان، ويبرز دور مدرسة الشيخ لطفي في تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح. وأشارت إلى أن الكاتب سلط الضوء على تداعيات الحروب الأهلية، والتهميش الذي عانى منه أبناء الجنوب والشمال على حد سواء، مع إبراز أهمية التعليم في تعزيز القيم الإنسانية.
من جانبه، أشاد نادر السماني بالكتاب، معتبراً أنه "يخاطب الروح قبل العقل"، ويؤكد أهمية التعليم في تمتين الوحدة الوطنية. وأشار إلى أن مدرسة الشيخ لطفي نجحت في خلق نموذج للوحدة بين أبناء الجنوب أنفسهم بفضل القيادة الحكيمة للأستاذ قرنق أليو.
بدوره، استعرض شول دينق تجربته مع المدرسة، واصفاً إياها بأنها "تجربة عظيمة تستحق التوثيق والدراسة". ودعا إلى الاستفادة من هذا النموذج التربوي الذي يعتمد على التفاني والنزاهة والتضحية.
أعرب محمود سرور عن تقديره للكاتب ومجهوداته في توثيق هذه التجربة، مشيداً بأهل رفاعة الذين احتضنوا المدرسة وطلابها. وأكد أهمية التعليم باعتباره قضية أمن قومي، داعياً إلى تكريم المعلمين الذين ساهموا في بناء الأجيال.
اختتمت الأمسية بقصائد للشاعر السوداني عبد المنعم الكتيابي، وأغانٍ تراثية قدمها الفنان الأمين خلف الله، لتكون المناسبة نموذجاً للتفاعل الثقافي وتعزيز المشترك بين شعوب المنطقة.