الحرب في السودان تهدد قطاع الثروة الحيوانية بالانهيار وتفاقم الأوضاع الاقتصادية

اقتصاد: وادي النيل
مع استمرار الحرب في السودان، يعاني قطاع الثروة الحيوانية الذي يعد أحد الركائز الأساسية للاقتصاد السوداني، حيث يعتمد عليه نحو 26 مليون سوداني بشكل مباشر، بما في ذلك الرعاة الذين يعتبرون رموزاً للثروة والمكانة الاجتماعية في مناطق مثل كردفان ودارفور والجزيرة.
ومع ذلك، فقد تعرض هذا القطاع لضرر بالغ جراء الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" التي بدأت منذ أكثر من 20 شهراً.
الحرب تسببت في نفوق آلاف من رؤوس الماشية بسبب القصف العشوائي، كما تزايدت عمليات السلب والنهب التي تعرض لها الرعاة في مختلف المناطق، مما أدى إلى خسائر فادحة.
كما أن القتال المستمر في مناطق مثل كردفان ودارفور جعل من المستحيل على الرعاة التنقل في مسارات الرعي الآمنة، مما يعرضهم لخطر الهجوم من قبل المجموعات المسلحة.
توقف الصادرات وتفاقم الأوضاع الاقتصادية
أدى الصراع المستمر إلى توقف تجارة المواشي في العديد من الولايات، وبالأخص في ولايتي جنوب دارفور وشمال كردفان، حيث كانت هذه المناطق تعتبر مصدراً رئيسياً لتزويد العاصمة الخرطوم بالماشية.
مع إغلاق الأسواق وتوقف حركة البيع والشراء، يعاني الرعاة والتجار من ظروف معيشية قاسية في ظل تفشي عمليات السلب، بالإضافة إلى انتشار الأمراض التي تصيب المواشي نتيجة نقص الرعاية الصحية والحركة.
الخسائر المادية وتدهور الأوضاع المعيشية
من جهته، أكد أحد الرعاة، أن القصف الجوي والمدفعي في ولايات دارفور أدى إلى نفوق الإبل والأبقار نتيجة التعرض لإطلاق نار عشوائي، مما زاد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.
كما أن عدم وجود وسائل كافية لمكافحة الأمراض المنتشرة بين المواشي يزيد من معاناة الرعاة الذين يواجهون صعوبة في إيجاد مناطق آمنة لتسمين وتربية الحيوانات.
أزمة المراعي ونقص المياه تهدد الثروة الحيوانية
تعاني مناطق عديدة من نقص المراعي الكافية وشح المياه بسبب الصراع المستمر، مما يهدد بحدوث كارثة بيئية واجتماعية في المستقبل القريب.
أشار سعيد خليفة، أحد رعاة المواشي في الفولة غرب السودان، إلى أن تصاعد المعارك جعل من المستحيل على المربين الوصول إلى المراعي المناسبة في فصل الخريف، وهو ما يعرض الثروة الحيوانية لمخاطر كبيرة.
وفي ظل غياب الأمن وصعوبة التنقل، تصبح إمكانية العثور على مناطق آمنة لتربية الماشية شبه مستحيلة، مما يعمق الأزمة في قطاع الثروة الحيوانية.
في النهاية تواجه الثروة الحيوانية في السودان أزمة غير مسبوقة نتيجة للظروف الأمنية الصعبة التي فرضتها الحرب، ما يهدد بتدمير مصدر مهم للاقتصاد السوداني ويضع ملايين الأشخاص في وضع اقتصادي واجتماعي صعب.