مالي: مغادرة مجموعة فاغنر الروسية وتسلّم «فيلق إفريقيا»مهامها وسط جدل دولي

متابعات: وادي النيل
أعلنت مصادر روسية أن مجموعة فاغنر شبه العسكرية بدأت رسميًا في مغادرة الأراضي المالية بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من التواجد الميداني، على أن تتولى المهام لاحقًا قوة جديدة تُدعى "فيلق إفريقيا"، وهي تشكيل شبه عسكري يخضع مباشرة لإشراف وزارة الدفاع الروسية، مما يعكس تحولًا في استراتيجية الكرملين الأمنية في القارة الإفريقية.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تأكيد أو نفي رسمي من الحكومة المالية بشأن مغادرة فاغنر، يواصل المجلس العسكري الحاكم نفي وجود مرتزقة على أراضيه، مفضلًا استخدام مصطلح "مدربين روس" في تصريحاته الرسمية.
فيلق إفريقيا: إعادة تموضع تحت رقابة موسكو
"فيلق إفريقيا"، القوة الجديدة التي ستخلف فاغنر في مالي، يتكون من خليط من عناصر سابقة في فاغنر إلى جانب مجندين جدد، ويخضع بشكل مباشر لسيطرة وزارة الدفاع الروسية، مما يعكس نية موسكو في إحكام قبضتها على عملياتها الخارجية بعد انهيار القيادة المركزية لفاغنر إثر مقتل يفغيني بريغوجين في عام 2023.
تقييم متباين للدور الروسي في مالي
في تقييمها لمهامها في مالي، وصفت فاغنر تدخلها بأنه ناجح، مشيرة إلى أنها ساعدت في استعادة مدينة كيدال الاستراتيجية من قبضة المتمردين. غير أن مراقبين يرون أن الأمن لا يزال هشًا في أجزاء واسعة من البلاد، بينما وُجهت اتهامات خطيرة للمجموعة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بحق المدنيين، وهو ما أكدته تقارير صادرة عن منظمات دولية.
استمرار الغموض والقلق الدولي
تحوّل قيادة العمليات الروسية في مالي إلى "فيلق إفريقيا" يثير تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الروسي في الساحل الإفريقي، ومدى تأثيره على الوضع الأمني والسياسي في مالي والدول المجاورة، خصوصًا في ظل استمرار انسحاب القوات الغربية وتراجع دور الأمم المتحدة في المنطقة.
ويرى محللون أن هذا التغيير لا يشير بالضرورة إلى انسحاب روسي، بل إلى "إعادة هيكلة" أكثر انضباطًا تعكس توجهاً نحو استراتيجية طويلة الأمد في إفريقيا.