الدبلوماسية السودانية في قلب أفريقيا.. خبير لـ «وادي النيل» البرهان يعزز حضور السودان في المشهد الأفريقي

الدبلوماسية السودانية في قلب أفريقيا.. خبير لـ «وادي النيل» البرهان يعزز حضور السودان في المشهد الأفريقي
زيارة البرهان إلى الدول الإفريقية - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

تأتي جولة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى عدد من الدول الأفريقية في توقيت بالغ الأهمية، حيث يواجه السودان تحديات داخلية عميقة بسبب الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، إلى جانب تطورات إقليمية ودولية متسارعة في القارة الأفريقية. 

تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الأفريقية، ومناقشة التحديات المشتركة التي تواجهها، مثل التمردات المسلحة وتراجع النفوذ الفرنسي في المنطقة، إلى جانب تنامي التنافس الدولي على موارد القارة الاستراتيجية كالذهب واليورانيوم.

في ظل هذه الخلفية، يسعى البرهان إلى تحقيق جملة من الأهداف السياسية والأمنية، على رأسها حشد الدعم الإقليمي للسودان في مواجهة التمرد الداخلي، وتعزيز التعاون لمواجهة التدخلات الخارجية، بما يعكس رؤية سودانية طموحة لتعزيز استقرار القارة وتحقيق المصالح المشتركة.

من جانبه قال الدكتور أحمد بابكر، المحلل السياسي السوداني، إن الجولة التي يقوم بها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى عدد من الدول الأفريقية تأتي في سياق التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها السودان حالياً، مشيراً إلى أن هذه الزيارات تحمل أبعاداً سودانية وإقليمية ودولية في ظل الصراع المحتدم على النفوذ في القارة الأفريقية.

مؤشرات مشتركة بين الدول المُستهدفة

أضاف بابكر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن جميع الدول التي تشملها جولة البرهان تواجه تحديات داخلية مماثلة، تتمثل في وجود حركات انفصالية تنتمي لعرب الصحراء، لافتاً إلى أن هذه الحركات غالباً ما تكون ذات تأثير في زعزعة استقرار تلك الدول.

وأكمل أن هذه الدول أيضاً شهدت تراجعاً لنفوذ فرنسا، المستعمر السابق، نتيجة للصدامات السياسية والاقتصادية معها، في مقابل تنامي النفوذ الروسي بشكل ملحوظ في هذه المنطقة.

أهداف الجولة

وأشار بابكر إلى أن البرهان يبدو أنه اتخذ قراراً استراتيجياً بالتعامل مع الغرب، وهو ما يفسر تنسيقه مع هذه الدول التي تعاني من مشكلات مشابهة تتعلق بتمردات داخلية وامتدادات النفوذ الفرنسي فيها.

 أوضح أن البرهان يحمل أجندة واضحة، تتمثل في السعي لوقف الدعم الغربي للمليشيات المسلحة التي تمثل عمقاً بشرياً ولوجستياً لقوات الدعم السريع، التي يخوض الجيش السوداني مواجهات معها، في مقابل التزام سوداني بتحجيم النفوذ الروسي في المنطقة، خاصة في ظل الصراع الدولي على الموارد مثل الذهب واليورانيوم.

استكمال للجهود السابقة

وأكد بابكر أن زيارة البرهان تأتي استكمالاً لجولة مماثلة قام بها نائبه الفريق شمس الدين كباشي إلى الدول ذاتها في وقت سابق، وهو ما يشير إلى وجود خطة استراتيجية يتم تنفيذها على مراحل لتحقيق المصالح السودانية والإقليمية.

أبعاد دولية وإقليمية

لفت بابكر إلى أن الزيارة تحمل في طياتها ملفات تتجاوز الشأن السوداني لتشمل التعاون الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة مثل مكافحة التمردات المسلحة وتعزيز الاستقرار السياسي.

واختتم المحلل السياسي السوداني تصريحاته بالتأكيد على أن هذه الجولة تُظهر إدراك القيادة السودانية لأهمية الدبلوماسية الإقليمية في مواجهة التحديات الداخلية والدولية، ما يعكس رغبة السودان في تعزيز موقعه كلاعب رئيسي في القارة الأفريقية.