عاصفة في جبال النوبة: دعوات لعزل عبد العزيز الحلو وتحديات الحركة الشعبية في خضم الأحداث الراهنة

بقلم: د. كمال دفع الله بخيت
في مؤتمر صحفي طغت عليه أجواء القلق والاستياء، اجتمع ممثلون عن مجلس عموم النوبة، وحدة كيان النوبة، اتحاد عام النوبة، شبكة المنظمات العاملة بجبال النوبة، والإدارات الأهلية بجنوب كردفان، لإطلاق نداء عاجل للقادة العسكريين من أبناء النوبة بعزل عبد العزيز الحلو. تأتي هذه الدعوات في وقت حرج للحركة الشعبية وحليفتها مليشيا الدعم السريع، حيث تحقق القوات المسلحة السودانية تقدمًا ملحوظًا في مختلف الجبهات، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.
الانقسام الداخلي: تهديد للاستقرار
دعا ممثلو الكيانات النوبية إلى عزل الحلو، مشيرين إلى أن القرارات التي اتخذت في نيروبي جاءت وفقًا لرؤية فردية، دون مراعاة مصالح أبناء النوبة. يعكس هذا الاستياء الداخلي انقسامًا قد يؤثر بشكل كبير على الروح المعنوية ودعم الحركة الشعبية، في وقت تحتاج فيه إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى.
رفض التعاون مع الدعم السريع: جبهة جديدة من التحديات
أعربت شبكة المنظمات العاملة بجبال النوبة عن قلقها العميق بشأن وجود مليشيا الدعم السريع في المنطقة، محذرةً من خطر التدخل الخارجي الذي قد يؤثر على استقرار جبال النوبة. خاصةً أن الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في الجزيرة ودارفور والنيل الأزرق والخرطوم أصبحت وصمة عار في جبين كل المنتمين إليها أو الداعمين لها. هذا الواقع يفرض على الحركة الشعبية إعادة النظر في تحالفاتها، واتخاذ مواقف أكثر وضوحًا ومصداقية تتماشى مع مصالح القاعدة الشعبية.
صوت المجتمع المحلي: ضرورة التمثيل الحقيقي
أكدت الإدارات الأهلية أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في نيروبي لا تعكس آراء ومصالح سكان جبال النوبة، مما يستدعي إعادة النظر في آليات اتخاذ القرار داخل الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، لضمان تمثيل حقيقي للمجتمعات المحلية في جميع المفاوضات المستقبلية.
تأثير هذه الدعوات على الحركة الشعبية
الانقسام وتأثيره على الأداء العسكري
التوترات والانقسامات الداخلية التي تعصف بالحركة الشعبية تهدد الدعم الشعبي الذي تعتمد عليه في مواجهة التحديات الراهنة. ومع تصاعد الدعوات لعزل الحلو، قد يعاني الجيش الشعبي من ضعف الروح المعنوية والاستعداد القتالي، مما قد ينعكس سلبًا على تماسكه في ساحة المعركة.
فرصة للجيش السوداني لتعزيز نفوذه
مع تزايد الضغوط الداخلية على الحركة الشعبية، تبرز القوات المسلحة السودانية كقوة قد تستفيد من هذه الانقسامات لتعزيز وجودها في مناطق النزاع. ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تراجع نفوذ الحركة الشعبية وتقليص سيطرتها على الأرض، مما يجعلها في موقف دفاعي أصعب.
في ظل هذه التحديات المتصاعدة، يبقى السؤال: هل تستطيع الحركة الشعبية تجاوز هذه الأزمة الداخلية والحفاظ على وحدتها، أم أن الخلافات ستدفعها نحو مزيد من الضعف والانهيار؟