محمد الأمين أبو زيد يكتب.. الثقافة روح الديمقراطية وذاكرة الشعب
بقلم: المحلل السياسي السوداني محمد الامين أبو زيد
تبتدر الهدف إعتبارا من هذا الاسبوع نشر ملف ثقافى متنوع ومتعدد لتغطية اغلب مناحى الثقافة والابداع السودانى والانسانى،السودان بتنوعه الثقافى واللغوى
وتعدد بيئاته يعتبر مستودعا ثقافيا كبيرا متكامل.
ماهية الثقافة تشمل جميع جوانب الحياة المادية والمعنوية وتوجد فى كل المجتمعات،حيث لاثقافة بدون مجتمع يتبناها ولامجتمع بدون ثقافة تنظمه.من ناحية اخرى من الاهمية بمكان التمييز بين الثقافة والحضارة فالحضارة تشمل المنجزات المادية والعملية التى انتجتها المجتمعات اثناء أثناء التفاعل بين الإنسان والبيئة.
ان للثقافة تعريفات متعددة ومتنوعة فهى من منظور فلسفى هى كل مايضي العقل ويهذب الذوق وينمى موهبة النقد ومن منظور ابستمولوجى هى مجموعة من المعارف والمفاهيم والمعتقدات التى يكتسبها الافراد من خلال التعلم والتجربة الانسانية.وعند علماء الاجتماع هى نسق من المعايير والقيم.
الثقافة تتشكل من تداخل واشتباك مثلث مادى (مأكل ومشرب وملبس)وفكرى(لغة وفنون وعلم ودين)واجتماعى(قيم وعادات وتقاليد) بهذا فهى بحق الكل المعقد.
الثقافة تكتسب بالتنشئة والتناقل بين الأجيال(المثاقفة) والتبادل الثقافى والمعرفة المعمقة.
ترتبط الثقافة ارتباطا وثيق الصلة بهوية اى شعب فالهوية الوطنية لاى شعب تتشكل من مجموع القسمات الثقافية والتاريخية والحضارية الغالبة والتى تميزه فى الإطار الانسانى الجامع عن بقية الشعوب.
وظائف الثقافة فى المجتمع تتمثل فى تكوين الفرد اجتماعياً وبيولوجيا وسلوكيا وتزوده بقدرة على تفسير ظواهر المجتمع الطبيعية،وتعطى الانسان قدرة على التفكير بعقلانية ومنطقية،قدرة التحدث وابداء الرأى حول مختلف القضايا ودعم ارائه بالادلة والحجج.
ان الوعى الثقافى ليس ترفا كمايعتقد كثير من الناس بل ضرورة لازمة لمختلف اوجه الحياة لبناء عقول اكثر تنوعاً ونهضة مجتمعية وتنموية أساسها الوعى حيث تعد الثقافة عاملا أساسيا وحيويا لبناء وتنمية المجتمع.
ان الظرف العصيب الذى تمر به بلادنا يحتم على كل المثقفين العمل على نشر وتجذير ثقافة السلام والتعايش والوحدة ونبذ الخطاب العنصرى وخطاب الكراهية والتقسيم وادانة الحرب وثقافتها والعمل على نشر الثقافة الوطنية الديمقراطية الداعية لوحدة البلاد أرضا وشعبا...