دراما الحرب السودانية: كيكل والتحولات المفاجئة وإعادة خلط الأوراق والتوقعات
بقلم: محمد ضياء الدين
في تطور جديد قد يعيد تشكيل موازين القوى في السودان، أعلن القائد الميداني لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، انحيازه إلى الجيش السوداني مع جزء من قواته. هذه الخطوة تأتي في إطار الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتضيف بُعدًا جديدًا للأزمة الوطنية التي تعيشها البلاد، ما قد يُعجل بتغيير ديناميكيات الحرب.
التحول الميداني:
يُمكن اعتبار انشقاق كيكل تحولًا استراتيجيًا هامًا. كونه أحد القادة الميدانيين البارزين في منطقته، فإن انضمامه إلى الجيش يشكل ضربة قوية لقوات الدعم السريع، خاصة في المناطق التي يتمتع فيها بنفوذ اجتماعي واسع. هذا التطور قد يضعف معنويات قوات الدعم السريع ويفتح الباب لانقسامات داخل صفوفها على أسس قبلية وجهوية، ما سيضاعف من التحديات التي تواجهها هذه القوات.
التداعيات السياسية:
على المستوى السياسي، يمثل هذا الانشقاق فرصة للجيش السوداني لتعزيز موقفه على الساحة الداخلية والدولية. الجيش قد يستغل هذا التطور لتقديم نفسه باعتباره القوة الشرعية الوحيدة القادرة على فرض الاستقرار في البلاد. كما قد يمهد الطريق لحملة عسكرية واسعة النطاق ضد قوات الدعم السريع، خاصة في الإقليم الأوسط ومنطقة الجزيرة، بهدف حسم النزاع قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من التعافي من هذه الضربة.
التحديات أمام قوات الدعم السريع:
بالنسبة لقوات الدعم السريع، فإن انشقاق كيكل يشكل تحديًا وجوديًا. قد تجد هذه القوات نفسها مضطرة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة هيكلة صفوفها والحد من تأثير هذا التطور. من المحتمل أن تلجأ إلى تصعيد عملياتها الميدانية أو تكثيف الضغط السياسي والعسكري للحفاظ على موقعها في المعركة.
نظرة مستقبلية:
بغض النظر عن حجم تأثير انشقاق كيكل، فإن هذه الخطوة تنذر ببدء مرحلة جديدة من الصراع في السودان. المرحلة القادمة قد تتسم بتصعيد الأعمال العسكرية وتغيرات كبيرة في التحالفات الداخلية، ما سيترك أثرًا عميقًا على مستقبل الأزمة السياسية والعسكرية في البلاد.
في النهاية، لا يمكن التقليل من شأن هذا التطور، حيث يمثل بداية لتحولات قد تغير من مجرى الحرب، وتعيد خلط الأوراق على الساحة السودانية، مما يستدعي مراقبة دقيقة لتداعياته في الأيام المقبلة.