ضياء الدين يكتب: معاً لتجنب التصعيد والتصعيد المضاد بين الشعب السودانى فى دولتى السودان وجنوب السودان

بقلم: محمد ضياء الدين
يشهد السودان حاليا حربا مدمرة أودت بحياة آلاف الأبرياء، وألقت بظلالها المأساوية على المواطنين. من المؤلم أن يتعرض بعض الأبرياء من جنوب السودان للقتل والإنتهاكات ، مما يفاقم مشاعر الغبن والاحتقان بين الشعب السودانى في الدولتين.
ما لا شك فيه إن هذه الحرب هي نتاج أفعال قوى معادية للإنسانية، لا تعترف بقيم التعايش والسلام، وهو ما يتطلب إدانة واضحة وصريحة لكل الانتهاكات التي تطال الأبرياء ، بغض النظر عن جنسياتهم.
من جهة أخرى على حكومة جنوب السودان أن تتحمل مسؤوليتها في منع بعض رعاياها من الانخراط فى الصراعات الدائرة. كما يجب أن تعزز من جهودها في توعية مواطنيها بأهمية السلام وعدم الإنزلاق إلى دوامة العنف. إن حماية الأبرياء تتطلب إتخاذ خطوات إستباقية تمنع إستغلالهم من قبل الأطراف المتنازعة، والعمل على نشر ثقافة الحوار والتفاهم. وتأسيسا على ذلك فإن إلتزام حكومة جنوب السودان بعدم السماح لمواطنيها بالمشاركة في أي نزاع مسلح فى السودان، يعكس مدى حرصها على سلامتهم ويعزز من روابط الأخوة بين الشعبين، ويسهم في تخفيف الإحتقان ويجدد الأمل فى مستقبل أفضل.
من نافلة القول، التأكيد على أن العلاقة التى تجمع الشعب السودانى في السودان وجنوب السودان أعمق بكثير من أن تتأثر بنزاعات سياسية أو عسكرية ، فالروابط التأريخية الإجتماعية والثقافية بين الشعب السوداني هنا وهناك، تحتم علينا رفض التصعيد والعداء، والعمل على تعزيز التفاهم والتسامح.
إن ما حدث لبعض مواطني جنوب السودان الأبرياء هو جزء من مأساة أوسع يعاني منها أيضاً إخوتهم فى الشمال، الذين يواجهون الموت والتشريد والقتل على الهوية بفعل هذه الحرب اللعينة.
لا أحد يستطيع أن يصادر حق شعب جنوب السودان فى الشعور بالغضب لما أصاب بعض مواطنيه الأبرياء ، فى المقابل هناك غضب سودانى تجاه أبناء الجنوب المشاركين أو المتعاونين مع أي من أطراف الحرب.
من واجب حكومة الجنوب إتخاذ موقف سياسي ودبلوماسي يحمي مواطنيها ويمنع إستغلالهم أو زجهم فى نزاعات لا تعنيهم. ومع ذلك، ينبغي أن تبقى ردود الفعل ضمن إطار سلمي، يهدف إلى إحتواء الأزمة، وليس تعميقها.
خلاصة القول أن العلاقة بين الدولتين يجب أن تُبنى على الإحترام المتبادل والتعاون لتجاوز آثار الحروب، وليس تفاقمها.
نترحم على أرواح الضحايا الأبرياء، وندعو لفتح تحقيق شفاف وعادل يكشف الجناة ويقدمهم للعدالة، لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
فلنكن جميعا دعاة سلام وعمل مشترك لبناء مستقبل يسوده الأمن والإستقرار للشعب السوداني في دولتي السودان وجنوب السودان، بعيداً عن الصراعات والآلام التى لا تفرق بين شمال وجنوب.
---