المواطنة بين المفهوم والاصطلاح: رؤية شاملة لمفهوم المواطنة وأنواعها
بقلم: عبدالعزيز بخات - المحامي السوداني
تعتبر المواطنة من المفاهيم التي تعددت تعريفاتها من حيث اللغة والاصطلاح، إذ يُرجع البعض أصل الكلمة إلى الجذر الثلاثي "وطن"، بمعنى السكن والاستقرار في مكان معين. أما في الاصطلاح، فتشير المواطنة إلى انتماء الإنسان لمكان واستقراره فيه، بما يشمل البيئة، الثقافة، الأعراف، والتقاليد.
المواطنة في القانون
في السياق القانوني، تُعرّف المواطنة باكتساب جنسية دولة معينة، ما يمنح الشخص حقوقاً ويفرض عليه واجبات بموجب هذه العلاقة القانونية.
أنواع المواطنة
يمكن تقسيم المواطنة إلى عدة أنواع، أبرزها:
1. المواطنة الاستهلاكية: وهي حق المواطنين في الحصول على السلع والخدمات الأساسية، ما يضمن استمرارية الحياة بمتطلباتها الضرورية.
2. المواطنة الثقافية: تتشكل ثقافة المجتمع من خصائصه التاريخية، ما يساهم في إنتاج ثقافة وطنية فريدة تعكس الهوية والقيم المترسخة.
3. المواطنة البيئية: تربط هذه المواطنة الأفراد ببيئتهم الطبيعية والصناعية، فتشمل الحقوق البيئية كالحق في بيئة نظيفة والحق في التنمية المستدامة، مقابل الالتزامات بالحفاظ على الموارد.
4. المواطنة الإقليمية: تتطلب من مواطني الدولة الولاء الكامل لوطنهم، وتعطيهم حرية اختيار الإقامة في أي دولة تتوافق قوانينها مع رغباتهم.
5. المواطنة العالمية: ينتمي المواطنون العالميون إلى مجتمع عالمي تتزايد فيه القيم المشتركة، مثل حقوق الإنسان، المساواة، وحماية البيئة، ويؤمنون بمبادئ العدالة والسلم المجتمعي على مستوى عالمي.
تمثل هذه الأنواع إطاراً متكاملاً لمفهوم المواطنة الذي يربط الأفراد بمجتمعاتهم محلياً ودولياً، ويعكس التوجهات الحديثة نحو ترسيخ قيم الاستدامة، الحقوق، والعدالة الاجتماعية.