أبو دليق.. صورة مشرقة في زمن الحرب
بقلم: خالد رحمة الله - المحامي
وسط أجواء الحرب الطاحنة التي تعصف بالسودان، ظهرت بلدة أبو دليق كواحة للإنسانية والمروءة، حيث فتحت أبوابها لاستقبال أهلنا الفارين من قرى شرق الجزيرة. ورغم شح الإمكانيات، اتخذ أهالي أبو دليق مجموعة من التدابير لتعزيز التضامن وإكرام الضيوف، عاكسين روح الأخوة والتكافل في وقت عصيب.
تدابير استثنائية في مواجهة الأزمة
سعى أهالي أبو دليق لتقديم كل ما يمكن من دعم للنازحين، عبر الإجراءات التالية:
1. رفض تأجير المنازل: تم منع تأجير المنازل للنازحين، وتم الترحيب بهم في منازل السكان بلا مقابل حتى انتهاء الأزمة.
2. إيواء الأسر: تنازلت الأسر الصغيرة عن منازلها، وانتقلت إلى أسرهم الكبيرة، لتوفير السكن للنازحين.
3. الاستضافة الشخصية: حرص كل قادم على النزول لدى أقاربه أو معارفه في البلدة، مما عزز الترابط الاجتماعي.
4. توفير الغذاء والدواء: التزم أهالي أبو دليق بتوفير الغذاء والدواء للنازحين دون انتظار أي دعم خارجي.
5. رفض المساعدات الخارجية: تم رفض أي معونات تأتي من خارج البلدة، في موقف يعكس الاعتماد على الذات والكرامة.
6. إلزام المغتربين بالمساهمة: تم تكليف أبناء البلدة المقيمين خارجها بالمساهمة المادية لدعم الضيوف.
الزواج.. رسالة أمل وسط الأزمة
ورغم الظروف الصعبة، أُقيمت بعض حفلات الزفاف بين أهالي أبو دليق والنازحين من شرق الجزيرة، مما عكس اندماجًا إنسانيًا حقيقيًا وتحول الضيوف إلى أهل بحق.
كلمة شكر
شكراً لكم، أهلي في أبو دليق، على هذه الصورة المشرقة التي أثبتم من خلالها أن الإنسانية لا تُقهر حتى في أصعب الأوقات. أنتم حقًا "عمتي ودرقتي وسيفي".