محلل سياسي لـ «وادي النيل»: تشكيل حكومة بواسطة مليشيا الدعم السريع سيزيد تعقيد الأزمة السودانية

محلل سياسي لـ «وادي النيل»: تشكيل حكومة بواسطة مليشيا الدعم السريع سيزيد تعقيد الأزمة السودانية
الدعم السريع - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

خلال الساعات القليلة الماضية خرجت قوات الدعم السريع تعلن إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، في أقوى خطوة تتخذها قد تتسبب في تقسيم السودان بعد 20 شهرا من الحرب الأهلية

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني الدكتور كمال دفع الله بخيت إن محاولة تشكيل حكومة فعّالة من قبل مليشيا الدعم السريع وسط الصراع الحالي مع الجيش الوطني، يمثل تحديًا معقدًا يهدد بمزيد من التصعيد ويصعب تحقيق الاستقرار في البلاد.

وأضاف بخيت في تصريح خاصة لـ "وادي النيل"، أن الشرعية السياسية تعد من أهم العقبات التي ستواجه أي حكومة تُشكلها مليشيا مسلحة في ظل الحرب، مؤكدًا أن الحكومة التي يتم تشكيلها بالقوة غالبًا ما تفتقر إلى الدعم المحلي والدولي، ما يؤدي إلى عزلتها ويؤثر سلبًا على قدرتها في إدارة شؤون الدولة.

وأوضح بخيت أن حالة الفوضى والصراع المسلح تمثل تحديًا رئيسيًا أمام مثل هذه الحكومة. وأشار إلى أن تقديم الخدمات الأساسية للسكان وتلبية احتياجاتهم يصبح أمرًا بالغ الصعوبة في غياب الاستقرار مشيرًا إلى أن أي حكومة تنشأ في مثل هذه الظروف ستكون غير قادرة على فرض سلطتها بشكل كامل، وستواجه معارضة واسعة من مختلف الأطراف.

وتحدث المحلل السياسي عن أهمية الدعم الدولي قائلاً: "المجتمع الدولي يميل إلى دعم الحكومات التي تأتي عبر عمليات سياسية سلمية وديمقراطية لذلك فإن حكومة تستند إلى مليشيا مسلحة قد تُحرم من هذا الدعم، ما يعقد موقفها على الساحة الدولية ويزيد من أزمتها الاقتصادية والسياسية".

وأشار بخيت إلى أن تشكيل حكومة في الخرطوم بواسطة مليشيا الدعم السريع سيزيد من حدة النزاع، خاصة في ظل تقدم الجيش الوطني وانتصاراته في مناطق أمدرمان والخرطوم بحري مضيفاً أن هذا الوضع سيؤدي إلى مزيد من الاشتباكات ويعقد أي محاولات لتحقيق الاستقرار في السودان.

وأكد بخيت أن تجاهل التنوع الاجتماعي والعرقي في السودان قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة، قائلاً: "تحقيق التوازن بين المصالح المختلفة يمثل تحديًا كبيرًا، وقد يؤدي الفشل في ذلك إلى تعزيز حالة عدم الثقة بين المواطنين وزيادة الانقسام".

وختم المحلل السياسي السوداني، لن تتمكن أي مليشيا في ظل الحرب من إقامة حكومة رشيدة ومستدامة دون إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة، فضلاً عن الحصول على الدعم المحلي والدولي و الأزمة السودانية تتطلب معالجة دقيقة ومشاركة جميع الأطراف تحت مظلة وطنية واحدة.