الدكتور عباس شراقي:تشغيل محدود لتوربينات سد النهضة واستمرار النشاط الزلزالي في المنطقة

الدكتور عباس شراقي:تشغيل محدود لتوربينات سد النهضة واستمرار النشاط الزلزالي في المنطقة
الدكتور عباس شراقي - وادي النيل

متابعات: وادي النيل 

صرّح الدكتور عباس شراقي، الخبير في الموارد المائية والجيولوجيا، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، بأن سد النهضة الإثيوبي يشهد تشغيلًا محدودًا للتوربينات مع استمرار النشاط الزلزالي في المنطقة.

 وأوضح شراقي أن التشغيل الأخير جاء بعد توقف التوربينات منذ انتهاء التخزين الخامس في 24 أغسطس 2024، حيث بلغ المخزون حينها 60 مليار متر مكعب عند منسوب 638 مترًا فوق سطح البحر.

وأشار شراقي إلى أن التوربينات الأربع، التي تعمل منذ عام 2022، توقفت بعد أيام قليلة من التشغيل عقب انتهاء التخزين الأخير، ولم تعد إلى العمل إلا منذ أسبوعين، تحديدًا في 24 ديسمبر 2024، لتشغيل محدود يعتمد فقط على الإيراد اليومي الحالي البالغ 30 مليون متر مكعب، وهو ما يكفي لساعات معدودة من التشغيل.

 وأضاف أنه لم يتم تركيب التوربينات الثلاثة الجديدة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإثيوبي في أغسطس 2024، كما لم يرتفع مستوى التخزين عن 60 مليار متر مكعب منذ انتهاء موسم الأمطار في أكتوبر الماضي.

نشاط زلزالي غير مسبوق في منطقة الأخدود الإثيوبي

وعلى صعيد آخر، كشف شراقي عن تسجيل 116 زلزالًا بمنطقة الأخدود الإثيوبي خلال الفترة من 21 ديسمبر 2024 وحتى الآن، تراوحت قوتها بين 4.3 و5.8 درجة، كان آخرها خمسة زلازل اليوم، أحدها بقوة 5.3 درجة قبل الفجر. وأكد أن هذه الزلازل أثرت على نشاط بركان "دوفن"، الذي بدأ بإطلاق غازات وأبخرة وكتل صخرية ومياه وطين نتيجة غليان المياه على أعماق تصل إلى 10 كيلومترات.

وأوضح شراقي أن جزءًا من هذه المياه قد يكون ناجمًا عن تسريبات من بحيرة سد النهضة عبر أخدود النيل الأزرق، مما يؤدي إلى زيادة الضغط وخروج الغازات والأبخرة عبر التشققات الزلزالية. ودعا إلى إجراء دراسات علمية معمقة لتأكيد أو نفي هذه الفرضية، محذرًا من احتمالية نشاط بركان "فنتالي" القريب من مناطق مأهولة بالسكان، خاصة بعد إجلاء السلطات الإثيوبية نحو 80 ألف شخص من المناطق المحيطة.

تأثير الزلازل على سد النهضة

وأوضح شراقي أن الزلازل الحالية، التي تبعد بين 500 و600 كيلومتر عن السد، لا تشكل خطرًا مباشرًا عليه إلا إذا زادت قوتها عن 6.5 درجة. وذكر أن زلزالًا بقوة 4.4 درجة وقع في 8 مايو 2023 على بُعد 100 كيلومتر من السد، حين كان التخزين يبلغ 17 مليار متر مكعب فقط. وأكد أن تأثير الزلازل الناتجة عن وزن بحيرة السد لم يبدأ بعد، مشيرًا إلى أن مثل هذه الزلازل عادة ما تحدث بمتوسط مرة كل 10 سنوات.

واختتم شراقي تصريحه بالدعاء لحفظ شعوب حوض النيل من كل شر، داعيًا إلى تعزيز التعاون الإقليمي لضمان الأمن المائي والسلامة الجيولوجية في المنطقة.