تصاعد التوترات في القرن الأفريقي بعد إعلان إثيوبيا تشكيل قوات بحرية والتهديد باللجوء للقوة للحصول على منفذ بحري

تصاعد التوترات في القرن الأفريقي بعد إعلان إثيوبيا تشكيل قوات بحرية والتهديد باللجوء للقوة للحصول على منفذ بحري
الصومال و إثيوبيا - وادي النيل

مقديشو: عبدالسلام حاج أحمد 

أثار إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بشأن نية بلاده الحصول على منفذ بحري بالقوة إذا لم يُسمح لها بذلك، موجة من القلق في منطقة القرن الأفريقي، خاصة في كل من الصومال وإريتريا، وسط مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي جديد قد يهدد استقرار المنطقة.

وفي تطور لافت، كشفت الحكومة الإثيوبية، اليوم، عن تشكيل قوة جديدة أُطلق عليها اسم "القوات البحرية الإثيوبية"، مؤكدة أن هدفها يتمثل في إنشاء قاعدة دائمة على ساحل البحر الأحمر، مشيرة إلى أن هذه القاعدة قد تُقام داخل الأراضي الإريترية أو الصومالية.

وفي حديث خاص لـ" وادي النيل"، اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي البارز البروفيسور محمد حاجي إنغرييس أن "إثيوبيا تضع إريتريا كخيار أول للهجوم، إذ لا تزال أديس أبابا متمسكة بميناء 'عصب' الواقع على البحر الأحمر، والذي كان يمثل شرياناً تجارياً أساسياً لها قبل القطيعة السياسية بين البلدين".

وأشار إنغرييس إلى أن الحكومة الصومالية أبرمت في وقت سابق اتفاقاً سرياً مع أديس أبابا برعاية تركية، يتضمن بنوداً تهدد سيادة الصومال، لافتاً إلى أن بعض هذه البنود لا تزال غير معلنة للرأي العام، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه المخاوف من أن تؤدي مساعي إثيوبيا للحصول على منفذ بحري بالقوة إلى إشعال صراع جديد في منطقة القرن الأفريقي، لا سيما في ظل التحركات العسكرية المعلنة والتصريحات التصعيدية من القيادة الإثيوبية.

ويرى مراقبون أن تشكيل أديس أبابا لقوات بحرية دون وجود منفذ بحري رسمي حتى الآن، يعكس تحولاً استراتيجياً في السياسة الإقليمية الإثيوبية، ويفتح الباب أمام سيناريوهات خطيرة قد تؤثر على الأمن الإقليمي والدولي في واحد من أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم.