إقالة جنرال أمريكية بارزة على خلفية دعمها لصوماليلاند تثير جدلاً في واشنطن

إقالة جنرال أمريكية بارزة على خلفية دعمها لصوماليلاند تثير جدلاً في واشنطن
الجنرال جيمي شوولي من منصبها كمديرة للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي- وادي النيل

مقديشو: وادي النيل 

أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجنرال جيمي شوولي من منصبها كمديرة للشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، وذلك بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينها، في خطوة أثارت تساؤلات حول الموقف الأمريكي من قضية صوماليلاند.

وكانت شوولي قد شغلت في السابق منصب قائد العمليات العسكرية الأمريكية في القرن الإفريقي ضمن قيادة "أفريكوم"، ومقرها في جيبوتي، وبرزت كأول جنرال أمريكي رفيع يزور إقليم صوماليلاند، وهو ما فُسر على نطاق واسع بأنه يحمل دلالات سياسية تتجاوز الطابع العسكري التقليدي.

وبحسب مصادر أمريكية متطابقة، فإن شوولي دفعت داخل أروقة صنع القرار في واشنطن نحو طرح مشروع للاعتراف بصوماليلاند ككيان مستقل، إلى جانب سعيها لتأسيس قاعدة عسكرية أمريكية في ميناء بربرة الاستراتيجي، وهو ما واجه معارضة حادة من كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، الذين رأوا أن هذه الخطوات من شأنها تعقيد العلاقات الأمريكية مع الحكومة الفيدرالية في مقديشو، وتخالف التوازنات الدقيقة التي تعتمدها واشنطن في منطقة القرن الإفريقي.

وتُقرأ الإقالة في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية كرسالة واضحة بأن الإدارة الأمريكية لا تزال تتعامل بحذر مع ملف صوماليلاند، وتفضل إبقاء الوضع الراهن دون تبنٍّ لأي خطوات قد تفسَّر كاعتراف ضمني بالانفصال، خصوصًا في ظل تنافس النفوذ الدولي على الموانئ والطرق البحرية في شرق إفريقيا.

وتسلط هذه الخطوة الضوء على مدى حساسية القضايا المتعلقة بالسيادة والوحدة في منطقة القرن الإفريقي، والدور المتنامي لصوماليلاند في الحسابات الجيوسياسية للولايات المتحدة، وسط تزايد الاهتمام الصيني والإماراتي والتركي في الإقليم.