خبراء يكشفون لـ «وادي النيل» .. ما وراء العقوبات الأمريكية على البرهان؟

خبراء يكشفون لـ «وادي النيل» .. ما وراء العقوبات الأمريكية على البرهان؟
رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان - وادي النيل

خاص: وادي النيل 

في خطوة تصعيدية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أصدرت مراقبة الأصول الأجنبية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية الأمر التنفيذي رقم 14098، والذي صنف الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، كـ "شخص أجنبي يشغل منصب قائد أو مسؤول رفيع" في القوات المسلحة السودانية.

وذلك بسبب تورط الجيش في أعمال تهدد السلام والاستقرار في السودان. يأتي هذا القرار بعد فترة وجيزة من فرض عقوبات مماثلة على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني أحمد محمود أحمد إن هذه العقوبات تمثل إدانة إضافية لأطراف النزاع في السودان، إذ أن الحرب الدائرة منذ عام 2023 ليست صراعًا بين الدولة والمتمردين كما يروج له البعض، بل هي حرب بين ميليشيات تقودها عناصر مثل البرهان وحميدتي. 

 وأضاف أحمد محمود في تصريحات خاصة لـ "وادي النيل" أن هذه الجماعات المسلحة ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ولاسيما الجرائم التي شهدتها منطقة الجزيرة مؤخرًا، حيث أقدمت الميليشيات التابعة للبرهان على جرائم تتنافى مع كافة الأعراف الإنسانية.

وأشار أحمد إلى أن تأثير العقوبات الأمريكية يبقى محدودًا، إلا أن المغزى الأعمق هو أن الأطراف المتصارعة في السودان تتساوى في انتهاك القوانين الدولية وحقوق الإنسان، مما يعكس حقيقة أن الحرب في السودان تتجه نحو تحول عنصري وقتل على أساس الهوية، موضحًا أن هذه الحرب قد تدفع البلاد إلى الانزلاق نحو حرب أهلية شاملة تهدد بدمار ما تبقى من السودان.

وفي ظل هذه الأوضاع، شدد المحلل السياسي السوداني على ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لإيقاف هذه الحرب، والتي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

في سياق آخر  الكاتبة الصحفية صباح موسى، المتخصصة فى الشؤون السودانية، إن هذه العقوبات تمثل التفافًا على تلك الانتصارات العسكرية الأخيرة، معتبرة أن حيثيات القرار التي تساوي بين الجيش والمليشيا تحمل في طياتها عدالة زائفة.

أضاف موسى، أن مسك أمريكا "العصا من المنتصف" لأغراض الضغط على الأطراف السودانية سيؤدي إلى تعقيد المشهد السوداني أكثر.

وأوضحت أن فرض العقوبات في هذا التوقيت يهدف إلى خلق حالة من الارتباك في المعادلة السياسية السودانية، إلا أن هذه الخطوة لن تؤثر على المطلب الشعبي القوي بعدم عودة الدعم السريع إلى الساحة السياسية.

واختتمت المتخصصة في الشؤون السودانية بالقول: "اللهم احفظ أهلنا في السودان وانصر قواته المسلحة"، مؤكدة أن الشعب السوداني يظل ثابتًا في مطالبه وأن أي محاولة لتغيير هذه المعادلة ستكون في النهاية غير مجدية.