احتجاج مسلح في بلدة فشلا بسبب تأخر الرواتب يُجبر السكان على الفرار

فشلا: وادي النيل
شهدت بلدة فشلا الحدودية، الواقعة في إدارية البيبور الكبرى بجنوب السودان، حالة من التوتر الأمني يوم السبت، بعدما أطلق جنود وضباط شرطة النار عشوائيًا في الهواء احتجاجًا على تأخر صرف رواتبهم لمدة عام كامل. وأدى الحادث إلى نزوح الآلاف من السكان المحليين إلى إثيوبيا المجاورة بحثًا عن الأمان.
وصرح محافظ مقاطعة فشلا الجنوبية، أوتو أولوتي، لراديو تمازج أن الأحداث بدأت في الساعات الأولى من صباح السبت، عندما اقتحم ضباط جهاز الأمن الوطني مستودعًا للأسلحة، واستولوا على ذخائر وأسلحة، ثم أطلقوا النار في الهواء بشكل مكثف استمر لعشر ساعات متواصلة. وأوضح المحافظ أن الضباط هاجموه لاحقًا، مشيرًا إلى أنهم أطلقوا النار بالقرب منه لإرهابه.
وأضاف أولوتي: "في العاشرة صباحًا، هاجمني الضباط في مقر محطة فشلا FM، وأطلقوا النار بين ساقي ثلاث مرات. طلبت من حراسي عدم الرد لتجنب وقوع إصابات".
وانضمت لاحقًا قوات من شرطة العمليات المشتركة القادمة من جوبا إلى الاحتجاج، مما زاد من حدة الوضع وأجبر المدنيين على النزوح إلى القرى المجاورة هربًا من أعمال العنف.
وأكد العقيد أماتي أوشان، مفتش شرطة المقاطعة، أن الأوضاع عادت إلى الهدوء مؤقتًا، لكن البلدة لا تزال مهجورة بسبب استمرار الضباط الغاضبين في حمل أسلحتهم.
في سياق متصل، دعا المدير التنفيذي لمنظمة INTREPID South Sudan، بول دينق بول، إلى ضبط النفس ومعالجة قضايا الرواتب المتأخرة. وقال: "عدم دفع الرواتب لمدة 12 شهرًا دفع هؤلاء الجنود إلى الاحتجاج، وهو حقهم. يجب على الحكومة الاستماع إلى مطالبهم وتخفيف معاناتهم".
وأضاف الناشط أن تأخر الرواتب أثر بشدة على حياة الضباط وأسرهم، ما دفعهم إلى التصعيد، داعيًا الحكومة الوطنية إلى إيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تعيش مقاطعة فشلا حالة من الشلل التام، حيث توقفت الخدمات الأساسية تمامًا، وأُجبر الآلاف من المدنيين على النزوح، بينما يبقى الوضع الأمني متوترًا في ظل استمرار الضباط المسلحين في البلدة.