ألمانيا تخفض توقعات النمو إلى 0.3% وسط اضطرابات سياسية واقتصادية

برلين – وادي النيل 

خفضت الحكومة الألمانية، الأربعاء، توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2025، حيث توقعت أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي زيادة طفيفة بنسبة 0.3% فقط، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 1.1% عن تقديرات سابقة صدرت في أكتوبر الماضي.

وأرجعت وزارة الاقتصاد الألمانية في تقريرها الجديد هذا التراجع إلى عدم الاستقرار السياسي الداخلي، بالإضافة إلى المخاطر الاقتصادية الخارجية، وعلى رأسها التهديد المحتمل بفرض زيادات في التعريفات الجمركية من قبل الولايات المتحدة، بعد تولي الرئيس دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض مجددًا هذا الشهر.

ألمانيا "عالقة في الركود"

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة برلين، أكد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن البلاد تمر بمرحلة ركود مستمر، مشيرًا إلى أن التدابير الحكومية الهادفة إلى دعم النمو لم تُنفَّذ بالكامل بسبب انهيار الائتلاف الحاكم في نوفمبر الماضي، والذي كان يضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار أولاف شولتس، وحزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.

وأدى انهيار الحكومة الائتلافية إلى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير المقبل، وسط مخاوف متزايدة بشأن مستقبل الاقتصاد الألماني، الذي يعاني من أزمة اقتصادية عميقة بعد عامين من الانكماش.

تصاعد المخاطر التجارية

وأشار التقرير الحكومي إلى أن المخاطر التي تهدد التجارة الألمانية زادت بشكل كبير، بسبب عدم اليقين السياسي الداخلي، والتغيرات المحتملة في السياسات التجارية الأميركية، خاصة مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي، مما قد يزيد الضغوط على الاقتصاد الألماني.

دعوات لإنقاذ الاقتصاد

بالتزامن مع إعلان التوقعات الاقتصادية الجديدة، وجهت أربع منظمات ألمانية تمثل قطاعات التجارة والصناعة والحرفيين وأصحاب المهن، رسالة إلى الحكومة المنهارة، تطالب فيها باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الاقتصاد.

وأكدت المنظمات في بيانها أن تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الألماني يجب أن يكون أولوية رئيسية للحكومة المقبلة، محذرةً من أن أي تأخير في الإصلاحات الاقتصادية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.