مسؤول فلبيني يشيد بجهود المملكة في إرساء التعايش السلمي بين شعوب العالم

مكة المكرمة : كمال إدريس
أشاد الدكتور عبدالحنان مغارانج تاغو، الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى لعلماء الفلبين للسلام والتنمية، مستشار شؤون الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بمكتب مستشار رئيس جمهورية الفلبين، بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة المسلمين حول العالم، مشيرًا إلى دورها البارز في ترسيخ التعايش السلمي وتعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية.
وجاءت تصريحات الدكتور مغارانج تاغو على هامش مشاركته في النسخة الثانية من مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة تحت عنوان "نحو مؤتلفٍ إسلاميٍّ فاعل"، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور كبار مفتيي وعلماء الأمة الإسلامية من أكثر من 90 دولة.
دور المملكة في تعزيز الوحدة الإسلامية
وأكد الدكتور تاغو أن المملكة العربية السعودية لعبت دورًا محوريًا في رأب الصدع بين الطوائف والمذاهب الإسلامية، مستفيدة من مكانتها الروحية باعتبارها مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين. وأوضح أن هذا الدور تجلى من خلال العديد من المبادرات، أبرزها المؤتمرات والملتقيات التي تنظمها رابطة العالم الإسلامي، مثل مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، إضافةً إلى الجهود التي يبذلها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وغيرها من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والوحدة.
وأشار إلى أن هذه الجهود انعكست إيجابيًا على المجتمعات الإسلامية، حيث شهدت تقاربًا ملحوظًا بين العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب، وانخفاضًا نسبيًا في حدة الخطاب الطائفي في بعض المناطق، إلى جانب مشاركة شخصيات بارزة من مختلف التوجهات في الحوارات التي تديرها المملكة. ورغم ذلك، لا تزال هناك تحديات تتطلب الاستمرار في العمل والتواصل لتعزيز هذه الروح وتوسيع أثرها عالميًا.
أثر هذه المبادرات على المجتمعات الإسلامية
وأوضح الدكتور تاغو أن النسخة الثانية من المؤتمر تسعى إلى وضع خطوات عملية لإنجاز وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يمثل منهجًا عمليًا لتعزيز قيم الاعتدال ونبذ الطائفية.
وأضاف أن المملكة قدمت دعمًا كبيرًا لتنظيم المؤتمرات الدولية التي تركز على التعايش السلمي، حيث عقدت لقاءات مماثلة في كمبوديا، باكستان، والبحرين، بمشاركة شخصيات بارزة من مختلف الدول الإسلامية، ما يعكس اهتمام السعودية الكبير بترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم المشترك.
المسلمون في الفلبين وجهود دعمهم
وفي سياق حديثه عن وضع المسلمين في الفلبين، أوضح الدكتور تاغو أن عدد المسلمين في الفلبين يتجاوز 10 ملايين نسمة، لافتًا إلى أن رئيس وزراء البلاد الحالي، الحاج مراد إبراهيم، ينتمي لجبهة تحرير مورو الإسلامية، ويقود منطقة مندناو ذات الأغلبية المسلمة التي تتمتع بالحكم الذاتي منذ حوالي ست سنوات.
وأشار إلى أن الفلبين شهدت تطورات ملحوظة في مجال توظيف خريجي الجامعات الإسلامية، حيث تم إدماجهم في قطاع التعليم لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي، كما تم إقرار تشريعات جديدة تسهم في فتح آفاق أوسع أمام المسلمين هناك.
أهمية المؤتمرات الإسلامية في تعزيز الحوار
وأكد الدكتور تاغو حرصه على المشاركة في كافة الملتقيات والمؤتمرات العالمية منذ أن كان في المفوضية الوطنية لشؤون المسلمين في الفلبين، مشيرًا إلى أن هذه المشاركات فتحت آفاقًا جديدة للحوار والتعاون.
وأشاد بمؤتمر "الحوار الإسلامي بين المذاهب" الذي عُقد في البحرين برعاية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وحضره شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، معتبرًا أنه كان من اللقاءات الهامة التي عززت روح التفاهم بين مختلف المذاهب الإسلامية.
كما نوّه إلى مؤتمر "خير أمة" الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية السعودية في بانكوك، والذي سعى إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعات الآسيوية، مؤكدًا أن الإسلام يدعو إلى السلام والحوار البناء بين الشعوب.
وفي الختام، شدد المسؤول الفلبيني على أن المملكة العربية السعودية، بفضل مكانتها الروحية والدبلوماسية، تلعب دورًا رياديًا في نشر ثقافة التسامح وتعزيز التضامن بين المسلمين، معربًا عن تقديره البالغ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، والحكومة السعودية على جهودهم المستمرة في خدمة الإسلام والمسلمين.