الأمم المتحدة تحذر جنوب السودان: لا تمديد آخر للفترة الانتقالية

الأمم المتحدة تحذر جنوب السودان: لا تمديد آخر للفترة الانتقالية
نيكولاس هايسوم، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، يقدم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي

نيويورك – وادي النيل 

حذرت الأمم المتحدة من خطورة تمديد جديد للفترة الانتقالية في جنوب السودان، مؤكدة أن المجتمع الدولي لن يوفر الموارد اللازمة لدعم تنفيذ اتفاق السلام إذا لم تثبت الأطراف السياسية إرادتها الحقيقية في تسريع الإصلاحات المطلوبة.

جاء ذلك خلال إحاطة قدمها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المنظمة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، أمام مجلس الأمن الدولي اليوم (الأربعاء)، حيث شدد على أن البلاد بدأت بالفعل التمديد الرابع لاتفاق السلام المنشط لعام 2018، وأنه "لا توجد رغبة في تمديد آخر".

تأخر الإصلاحات يهدد الاستقرار

وأشار هايسوم إلى أن هناك تقدمًا في بعض الملفات، مثل الحيز السياسي والمدني، والترتيبات الأمنية، والاستعداد للانتخابات، إلا أنه أكد أن هذه الإنجازات ليست كافية لتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات واعتماد دستور جديد.

وقال إن التأخير في اتخاذ قرارات حاسمة، مثل وضع جدول زمني واضح للانتخابات وصياغة الدستور، يعرقل العملية الانتقالية، مضيفًا: "نقص التمويل الحكومي، والتأخير في القرارات القانونية والسياسية، يبطئ هذه العمليات. لا يمكن للأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي دعم العملية الانتخابية إذا لم يتم تسريع هذه الإصلاحات".

كما حذر من أن العنف الطائفي لا يزال يمثل تهديدًا رئيسيًا للأمن والاستقرار، وله تأثير غير متناسب على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال والمجتمعات المهمشة.

تداعيات الصراع في السودان

وتطرق هايسوم إلى تداعيات الصراع في السودان على جنوب السودان، مشيرًا إلى أن "الآثار السامة للصراع السوداني" تؤثر على الوضع الأمني في جوبا ومناطق أخرى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة ود مدني.

وأشاد بموقف حكومة جنوب السودان في توفير الأمن للاجئين السودانيين الفارين من الهجمات الانتقامية، مؤكدًا أن البلاد أصبحت ملاذًا للمواطنين السودانيين منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، حيث تجاوز عدد اللاجئين والمُعادين مليون شخص، لينضموا إلى 9.3 مليون آخرين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب الصراعات والأزمة الاقتصادية.

دعوة لتوحيد الجهود الدولية

وفي ختام إحاطته، دعا هايسوم المجتمعين الإقليمي والدولي إلى تبني موقف موحد للضغط على الأطراف السياسية في جنوب السودان لمنع أي تمديد إضافي للفترة الانتقالية.

وأكد أن بعثة الأمم المتحدة ستواصل دعمها للشعب الجنوب سوداني في رحلته "من الصراع إلى الاستقرار والديمقراطية"، لكنه شدد على أن الوضع سيظل هشًا مع اقتراب موعد الانتخابات، ما لم يتم اتخاذ إجراءات ملموسة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية.