هل البريكس ينهي العبودية المالية لأمريكا؟
بقلم: المحلل العراقي هادي جلو مرعي
أغلب ما يرد في هذا المقال مقتبس، والمهم هو الوصول إلى ما يمكن أن يضع القارئ في الصورة، ويفهم السياسة الأمريكية في إدارة العالم، والهيمنة عليه، وتقييده لأطول مدة ممكنة، ومنع قيام نظام متعدد الأقطاب.
نظام سويفت (SWIFT) يتحكم بالمعاملات البنكية حول العالم. هذا النظام هو مجموعة المعاملات البنكية الدولية بين البنوك، وهو شبكة اتصالات مصرفية عالمية تشترك فيها معظم البنوك في العالم. يعمل نظام SWIFT على إرسال أوامر الدفع بين المؤسسات الأعضاء، والتي يتم تحديدها من خلال سلسلة محددة من الأحرف أو الأرقام تُسمى رمز SWIFT أو BIC. هذا الرمز يعرف المؤسسة، البلد، الموقع، والفروع الفردية للبنك أو مؤسسة الدفع. سويفت هو نظام تحويل إلكتروني دولي بين البنوك، يتيح للعملاء تحويل الأموال بالعملات الأجنبية إلى حسابات في بنوك أخرى حول العالم، ويقلل من المخاطر المالية الناتجة عن حمل النقد، ويسرع عمليات التحويل باستخدام رقم الحساب الدولي (آيبان) ورموز السويفت الخاصة بكل بنك.
بالمقابل، تحاول دول مثل روسيا، الصين، الهند، ودول أخرى تأسيس نظام عالمي متعدد الأقطاب تجنباً للهيمنة الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. ومن هنا، تأسست منظمة بريكس (BRICS)، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا. هذا التجمع الاقتصادي، الذي كان يُعرف سابقاً بـ"بريك" قبل انضمام جنوب أفريقيا في عام 2010، أصبح يُعرف الآن بـ"بريكس". مؤخراً، تم اقتراح تعديل الاسم ليصبح "بريكس بلس" بعد إعلان الرئيس الجنوب أفريقي في 24 أغسطس 2023 عن قبول انضمام خمس دول جديدة هي: السعودية، الإمارات، مصر، إثيوبيا، وإيران، اعتباراً من 1 يناير 2024.
تعاني دول عدة حول العالم من عقوبات أمريكية قاسية، مؤثرة في قطاع المال والتحويلات المصرفية، مثل روسيا، إيران، كوريا الشمالية، والعراق. هناك أيضاً دول مهددة بمثل هذه العقوبات، وأولها إخراجها من نظام سويفت، مما يعطلها تماماً ويحرمها من استخدام أموالها ونقلها عبر بنوك مختلفة حول العالم. ولكن ازدياد عدد الدول المنضوية تحت مظلة بريكس قد يتيح وضع نظام مالي مماثل لسويفت تحت مسمى بريكس. بحسب التقارير، فإن ذلك ممكن بشرط وضع الأسس الصحيحة والترتيبات الملائمة.
أشارت رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا، إلى أن المنظم ووزارة المالية في روسيا يناقشان مع شركائهما في مجموعة "بريكس" إنشاء نظام دفع للدول الأعضاء في المجموعة. أفادت المسؤولة في مؤتمر صحفي بأن إنشاء هذا النظام سيستغرق بعض الوقت.
ما تعانيه المصارف العراقية من تبعات العقوبات المالية الأمريكية، وإخراجها من نظام سويفت، وتفضيلها لمصرف بعينه، يشير إلى خطورة الهيمنة المالية الأمريكية على النظام المالي الدولي. الآمال معقودة، رغم الصعوبات والتحديات، على الإجراءات التي تحاول بريكس القيام بها لإنهاء تلك الهيمنة وإخراج العالم من العبودية لواشنطن وحلفائها، الذين يقيدون حركة الأموال لإضعاف القرار السيادي للدول المعارضة لنظام القطب الواحد، ويسعون لبقاء الولايات المتحدة الأمريكية متحكمة ومسيطرة على إدارة العالم وفقاً لمصالحها الخاصة.