محلل سياسي لـ«وادي النيل»: تعثر مفاوضات السلام في السودان يهدد بمستقبل قاتم وسط جهود دولية لإنقاذ المدنيين
خاص - وادي النيل
في ظل تفاقم الأزمة السودانية وتزايد المخاوف من تحول الوضع إلى كارثة تمتد تداعياتها إلى المنطقة بأسرها، تسعى دول عدة، منها المملكة العربية السعودية، مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، وإثيوبيا، لتقديم الدعم للسودان. ومع ذلك، تستمر حكومة عبد الفتاح البرهان في رفض الجلوس على طاولة المفاوضات، حتى بوجود الوسطاء الدوليين، ما ينذر بمستقبل مظلم للبلاد.
من جانبه قال المحلل السياسي السوداني، كمال إدريس، إنه رغم التنازلات العديدة التي قدمها الوسطاء، إلا أن الحكومة وضعت خطوطاً حمراء تعرقل مشاركة الطرفين في المفاوضات، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية التي تطال المدنيين الذين يعجزون عن الهروب إلى مناطق آمنة أو دول الجوار.
أضاف « إدريس» في تصريحات خاصة لـ " وادي النيل"، أن الحكومة السودانية تتهم الولايات المتحدة بتهديد الأمن والاستقرار عبر حديثها عن إيصال المساعدات إلى بعض المناطق، على الرغم من تأكيد واشنطن حرصها على إنقاذ المدنيين ووقف العدائيات. هذا المسعى جاء بعد انسحاب الجيش السوداني مرتين من مفاوضات جدة، ما أدى إلى نقل الحوار إلى جنيف.
اختتم المحلل السياسي السوداني، يجب التنويه بأن أي دعم مالي خارجي للسودان في هذه المرحلة مرهون برغبة الأطراف في تحقيق السلام. فالاستمرار في لغة السلاح يعني المزيد من الدمار وإطالة أمد المعاناة، في وقت ينتظر فيه المجتمع الدولي إشارات إيجابية لبدء مرحلة جديدة من تقديم الدعم لإعادة بناء السودان، الذي شهد الكثير من الدمار منذ استقلاله في عام 1956.