الأسرة في علم الاجتماع.. وظائفها وأسباب اختلالها

الأسرة في علم الاجتماع.. وظائفها وأسباب اختلالها
الأسرة في علم الاجتماع- وادي النيل

بقلم: يوسف سمير

تُعد الأسرة الركيزة الأساسية لبناء المجتمع، إذ تتولى القيام بالوظائف الحيوية المرتبطة بتنشئة الأفراد وتشكيل شخصياتهم بالشكل الذي يتلاءم مع متطلبات كل عصر. ورغم تطور وظائف الأسرة على مر العصور، إلا أن الهدف الأساس لها ظل ثابتًا، وهو تكوين شخصية متزنة نفسيًا واجتماعيًا قادرة على التكيف مع الحياة.

أبرز وظائف الأسرة

1- الوظيفة البيولوجية:

تتمثل في توفير الرعاية الصحية للأطفال وتأمين الغذاء والمسكن الصحي لجميع أفراد الأسرة؛ ما يساهم في تكوين أجسام سليمة وعقول قادرة على التفكير الصحيح.

2- الوظيفة الاقتصادية:

كانت الأسرة قديمًا تعتمد على الاكتفاء الذاتي من خلال إنتاج ما تحتاجه، أما حاليًا فتساهم الأسرة في الاقتصاد من خلال مشاركة أفرادها في سوق العمل وتقديم الأيدي العاملة للمجالات الإنتاجية المختلفة.

3- الوظيفة النفسية:

تعد الراحة النفسية ركيزة أساسية في الأسرة، إذ توفر للأبناء جوًا من الحب والحنان والأمن، بعيدًا عن التوتر أو القلق، مما يساعدهم على النمو النفسي السليم.

4- الوظيفة الدينية والأخلاقية:

تقوم الأسرة بتعليم الأبناء التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية، من خلال غرس مفاهيم الصدق والأمانة واحترام الكبير والمرأة، مع الحرص على تحقيق التوازن بين الدين والعيش الكريم.

5- الوظيفة التعليمية:

تتولى الأسرة دورًا مهمًا في تعليم الأبناء مبادئ الحياة الأساسية، كما تعد اللبنة الأولى لبناء وعي الطفل وتوجيهه نحو التعلم وتحقيق النجاح العلمي.

6- الوظيفة الاجتماعية:

تعمل الأسرة على بناء شخصية الفرد الاجتماعية عبر تعزيز التفاعل والانسجام بين أفرادها، مما يساعد على تهيئة الأبناء للتواصل الإيجابي مع المجتمع.

7- الوظيفة الثقافية:

تُعد الأسرة حاملة للثقافة الاجتماعية، إذ تنقل القيم والعادات والتقاليد من جيل إلى آخر، لتبقى الهوية الثقافية حاضرة.

8- الوظيفة السياسية:

تغرس الأسرة في نفوس الأبناء قيم المواطنة والانتماء الوطني، كما تساهم في تنمية الوعي السياسي من خلال الحوار والتوجيه السليم.

أسباب اختلال الأسرة

يعود اختلال نظام الأسرة إلى العديد من العوامل، أبرزها:

الخلافات الزوجية التي تستحيل معالجتها، مما يؤدي إلى غياب الاستقرار والمودة.

العنف والقهر الذي قد يسود العلاقة الأسرية، وينتهي بالطلاق وتفكك الأسرة.

تشرد الأطفال كنتيجة مباشرة لتفكك الروابط الأسرية.

العلاقة بين أفراد الأسرة

تعتمد الأسرة في بنائها على الترابط والتكافل القائم على المحبة والتفاهم وحسن المعاشرة. فالتماسك الأسري هو أساس التربية الحسنة، حيث يساعد على نبذ الآفات الاجتماعية وتعزيز الاحترام المتبادل بين أفرادها.

ختامًا، تُظهر الأدوار المتعددة للأسرة أنها ليست مجرد كيان اجتماعي، بل هي مؤسسة مسؤولة عن إعداد أفراد قادرين على النهوض بالمجتمع، وحين تغيب هذه الوظائف – خاصةً الأخلاقية– يختل التوازن الأسري وتبدأ المشكلات بالتفاقم.