الدكتور عباس شراقي:مخزون سد النهضة كامل السعة وناقص الكهرباء

متابعات – وادي النيل
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن سد النهضة الإثيوبي وصل إلى كامل سعته التخزينية البالغة 60 مليار متر مكعب عند منسوب 628 مترًا منذ الخامس من سبتمبر الماضي، دون أن يتم تشغيل التوربينات فعليًا لإنتاج الكهرباء حتى الآن.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا تمر حاليًا بموسم الجفاف، خاصة في منطقة حوض النيل الأزرق، حيث يعتمد تدفق المياه على تصريف بحيرة تانا بمعدل 10 – 15 مليون متر مكعب يوميًا، إلى جانب إيرادات محدودة من الروافد الأخرى، مشيرًا إلى أن متوسط الإيراد اليومي خلال شهر فبراير الجاري يبلغ نحو 20 مليون متر مكعب، وسينخفض إلى 16 مليون متر مكعب في مارس المقبل، وهي كميات غير كافية لتشغيل التوربينات دون اللجوء إلى المخزون المائي.
وأضاف شراقي أن البيانات والقياسات تؤكد أن مستوى المياه في بحيرة السد لم ينقص، ما يدل على عدم تشغيل التوربينات بشكل فعلي، رغم ما أعلنه رئيس الوزراء الإثيوبي في 24 أغسطس الماضي عن اكتمال إنشاء السد وتشغيل أربعة توربينات، مع الإشارة إلى تركيب ثلاثة توربينات إضافية بحلول ديسمبر 2024.
وفيما يتعلق بالنشاط الزلزالي في المنطقة، أوضح شراقي أن منطقة الأخدود الإثيوبي شهدت زلزالًا فجر اليوم بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر، وعلى عمق 10 كيلومترات، ليرتفع إجمالي عدد الزلازل التي تجاوزت قوتها 4 درجات منذ بداية العام الجديد إلى 117 زلزالًا، إضافة إلى 57 زلزالًا في آخر 11 يومًا من ديسمبر الماضي.
وأشار إلى أن قوة الزلازل تراوحت بين 4.3 و5.8 درجة، وتبعد عن سد النهضة مسافة تتراوح بين 500 و600 كيلومتر، مما يجعل تأثيرها محدودًا في الوقت الحالي، إلا أن تزايد قوتها أو اقترابها من موقع السد قد يثير المخاوف مستقبليًا.
كما لفت شراقي إلى احتمالية أن يكون تسرب المياه من خزان سد النهضة خلال السنوات الخمس الماضية، عبر أخدود النيل الأزرق العميق، قد ساهم في زيادة النشاط الزلزالي في المنطقة، مشيرًا إلى أن غياب التعاون العلمي حال دون إجراء دراسات دقيقة حول كمية المياه المتسربة، وسرعة حركتها الجوفية، وتأثيرها المحتمل على النشاط الزلزالي في محيط السد.
واختتم شراقي تصريحه بالتأكيد على ضرورة مراقبة تطورات السد ومحيطه الجيولوجي، وإجراء دراسات فنية دقيقة لتقييم المخاطر المحتملة، في ظل استمرار التساؤلات حول جدوى تشغيل التوربينات ومستقبل مشروع سد النهضة ككل.