الأمم المتحدة تحذر: تداعيات حرب السودان تهدد استقرار المنطقة

واشنطن: وادي النيل
حذرت الأمم المتحدة من التداعيات الخطيرة للحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، مؤكدة أنها تتجاوز حدود البلاد وتهدد استقرار الدول المجاورة على المستويين الأمني والاقتصادي.
وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، إن الأزمة السودانية "غير مسبوقة من حيث نطاقها وخطورتها"، مشيرًا إلى أن تأثيراتها باتت تمتد إلى دول الجوار، مما يفاقم التحديات الأمنية والإنسانية في المنطقة.
أزمة إنسانية متفاقمة
وفي ظل استمرار القتال، أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي لتوفير 6 مليارات دولار لدعم النازحين واللاجئين الفارين من السودان، والذين تجاوز عددهم 3 ملايين شخص. وأكد فليتشر أن هذا التدفق الكبير من اللاجئين يفرض ضغوطًا هائلة على موارد الدول المضيفة، مما يزيد من خطر اندلاع صراعات إقليمية أوسع.
توترات أمنية في دول الجوار
تصاعدت المخاوف من التداعيات الأمنية للحرب السودانية، خاصة بعد موجة الغضب التي اجتاحت جنوب السودان عقب مقتل العشرات من مواطنيه في ولاية الجزيرة السودانية الشهر الماضي. وأثارت هذه الأحداث احتجاجات واسعة، أدت إلى سقوط قتلى بين اللاجئين السودانيين في مدن عدة بجنوب السودان.
وفي سياق متصل، شهدت العلاقات بين السودان وتشاد توترًا متزايدًا، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة المناوئة، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
انهيار اقتصادي يمتد إلى الجوار
اقتصاديًا، أدت الحرب إلى شلل شبه كامل في الصادرات السودانية، مما أثر بشدة على اقتصادات الدول المجاورة. وتعتمد أسواق دول مثل جنوب السودان وإفريقيا الوسطى على المنتجات السودانية، حيث تستورد نحو 70% من احتياجاتها الغذائية من السودان، بما في ذلك السكر والطحين والزيوت.
وفي المقابل، تعتمد إثيوبيا وتشاد على الموانئ السودانية في جزء كبير من تجارتها الخارجية، ما جعل توقف النشاط الاقتصادي في السودان ينعكس سلبًا على أسعار السلع ومعدلات التضخم في هذه الدول.
تحذير أممي من تداعيات طويلة الأمد
مع غياب بوادر لانحسار الأزمة، حذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تفكك السلام الهش في منطقة القرن الإفريقي، ويفرض تحديات إنسانية واقتصادية وأمنية قد تستمر لأجيال قادمة. ودعت المنظمة الدولية إلى تحرك عاجل لدعم جهود الإغاثة ومنع تفاقم الأزمة.