تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية في السودان.. ما السبب؟

نيروبي – وادي النيل
شهدت العاصمة الكينية نيروبي اجتماعًا ضم قوى سياسية وحركات مسلحة مؤيدة لقوات الدعم السريع، تمهيدًا لإعلان حكومة موازية في السودان، إلا أن التوقيع على الميثاق السياسي التأسيسي تم تأجيله بناءً على طلب من رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز الحلو.
طلب التأجيل ومبرراته
أعلن رئيس حزب الأمة القومي المكلف، فضل الله برمة ناصر، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نيروبي، أن التحالف الجديد قرر تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي من الثلاثاء 18 فبراير إلى 21 من الشهر ذاته. وأوضح أن القرار جاء استجابة لطلب الحلو، الذي أبدى رغبته في إشراك عدد من ممثلي حركته المتواجدين داخل السودان في هذه الفعالية، التي وصفها بـ"العظيمة".
التحالف الجديد وتشكيل حكومة السلام
يضم التحالف الجديد قوى سياسية وحركات مسلحة ورجال إدارة أهلية وقوات الدعم السريع، ويهدف إلى تكوين سلطة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان. وقد شارك في الترتيبات رئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية السودانية، بالإضافة إلى عبد العزيز الحلو، والقيادي الاتحادي إبراهيم الميرغني، وقائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو.
من جهته، كشف عضو وفد الدعم السريع المفاوض، عز الدين الصافي، أن اللجنة التحضيرية للتحالف التأسيسي طلبت مهلة تتراوح بين 3 إلى 4 أيام لوضع خطة نهائية للتوقيع على الميثاق السياسي، على أن يتم الإعلان عن حكومة السلام من داخل السودان في وقت لاحق.
رؤية الحلو وأهداف التحالف
أكد عبد العزيز الحلو، خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أن الهدف الأساسي من التحالف هو تأسيس جبهة مدنية قوية تدعم التحول الديمقراطي والتنمية، وتسعى لإنهاء معاناة المواطنين وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات. واتهم الحلو الحكومة في بورتسودان بإنكار وجود المجاعة وعدم الاكتراث لمعاناة الشعب، كما انتقد سياسات الحكومة التي وصفها بالتمييزية، مشيرًا إلى قانون "الوجوه الغريبة" واعتمادها لسياسات إقصائية في التعليم وتداول العملة.
وشدد الحلو على ضرورة بناء دولة جديدة قائمة على التنوع والتعددية، بعيدًا عن الفساد والاستغلال السياسي للدين والعرق، داعيًا إلى وضع دستور دائم يضمن حقوق جميع السودانيين.
صراع المركز والهامش
وصف الحلو الصراع الحالي في السودان بأنه مواجهة بين "المركز الذي يسيطر على السلطة والثروة" و"الهامش المحروم من كل شيء"، داعيًا إلى تحقيق العدالة وإعادة توزيع السلطة والثروة بشكل عادل لضمان استقرار السودان في المستقبل.
ومن المنتظر أن يشهد يوم 21 فبراير المقبل الإعلان الرسمي عن الميثاق السياسي للتحالف، وسط ترقب لمواقف الأطراف السودانية المختلفة تجاه هذا التطور.