خبير سياسي: مليشيا الدعم السريع تسعى لإضفاء شرعية سياسية عبر حكومة موازية

خبير سياسي: مليشيا الدعم السريع تسعى لإضفاء شرعية سياسية عبر حكومة موازية
حسن شايب دنقس مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية

خاص: وادي النيل 

في ظل استمرار الصراع في السودان، تبرز محاولات مليشيا الدعم السريع لإنشاء حكومة موازية كخطوة للبحث عن شرعية سياسية في مواجهة مجلس السيادة الانتقالي بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي يسيطر فعليًا على الأرض. ويثير هذا التحرك تساؤلات حول مدى قبول هذه الحكومة من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي، وما إذا كانت ستتمكن من فرض نفسها كبديل للحكومة الانتقالية الشرعية.

وفي هذا السياق، يرى مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن دنقس، أن المحاولات الجارية لتشكيل حكومة موازية من قبل مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي تأتي في إطار البحث عن شرعية سياسية لمواجهة الحكومة الانتقالية الشرعية بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والتي تسيطر فعليًا على الأرض.

أضاف دنقس، في تصريح لـ"وادي النيل"، أن الاعتراف بأي حكومة موازية يعتمد على مدى قبولها من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أن الموقفين الإقليمي والدولي، وخاصة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، يميلان إلى الاعتراف بالحكومات التي تفرض سيطرتها على الأرض وتحظى بقبول سياسي واسع.

وأكمل أن الاتحاد الإفريقي عادةً ما يدعم الحلول التفاوضية، لكنه يتعامل بسلبية واضحة تجاه الأزمة السودانية، مما يجعل من غير المرجح أن يمنح اعترافًا رسميًا لأي حكومة موازية خارج إطار اتفاق سياسي شامل.

وأشار دنقس إلى أن المجتمع الدولي يتعامل بحذر مع تطورات المشهد السوداني، ويدفع نحو مسار التفاوض، رغم وجود اتفاقية جدة التي لم تلتزم بها مليشيا الدعم السريع، وعدم وجود ضغط دولي كافٍ لإلزامها بتنفيذها، مضيفاً أن هذا الوضع دفع الحكومة السودانية إلى تبني خيار الحسم العسكري لمواجهة المليشيا.

وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي والعسكري في السودان، أوضح مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السيناريو الأكثر توافقًا يتمثل في خروج مليشيا الدعم السريع من المشهد بشكل نهائي، معتبرًا أن أي محاولة لإعادة تموضعها سياسيًا أو عسكريًا مرفوضة من قبل المؤسسة العسكرية والشعب السوداني.