كمال دفع الله بخيت يكتب: استخدموا مبدأ «أشيسون» لوقف الحرب في السودان

كمال دفع الله بخيت يكتب: استخدموا مبدأ «أشيسون» لوقف الحرب في السودان
مجلس الأمن الدولي - وادي النيل

بقلم : الدكتور كمال دفع الله بخيت

في ظل الحرب واستمرار الأزمات الانسانية في السودان، وخصوصًا بعد استخدام روسيا لحق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي تحركات دولية لمحاولة إنهاء الصراع، أصبح الحديث عن مبدأ "أشيسون" أكثر انتشارًا بين صفوف المثقفين والمحللين السياسيين. يعتمد هذا المبدأ، المعروف بـ"الاتحاد من أجل السلام"، على فكرة تمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة من اتخاذ قرارات لحماية السلم والأمن الدوليين عندما يفشل مجلس الأمن بسبب الفيتو.

في هذا السياق، يطرح التساؤل حول إمكانية تطبيق هذا المبدأ في الحالة السودانية كوسيلة للتغلب على الجمود الحالي. يتطلب ذلك اتخاذ إجراءات فعالة وتنسيق واسع بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بيد أن هناك تحديات قانونية وسياسية قد تثير الجدل وتعقد هذه الجهود. سنستعرض في هذا السياق جوانب مبدأ "أشيسون" وإمكانية تطبيقه على الوضع في السودان، بالإضافة إلى التحديات المرتبطة بذلك.

ما هو مبدأ "أشيسون"؟

مبدأ "الاتحاد من أجل السلام" هو مفهوم تم تطويره استنادًا إلى توصية وزير الخارجية الامريكي الاسلق دين أشيسون في عام 1950، ويمنح هذا المبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة القدرة على التحرك في حالات عدم قدرة مجلس الأمن على العمل بسبب الفيتو من دول دائمة العضوية.

 ويتيح المبدأ للجمعية العامة اتخاذ قرارات لحماية السلم والأمن الدوليين، حتى إذا كان مجلس الأمن مشلولا بسبب الاعتراضات.

السياق الحالي في السودان

تعاني بلادنا من حرب عنيفه مدمره وأزمات إنسانية مستمرة، مما يتطلب استجابة دولية فعالة.

ومع استخدام روسيا وهي إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المقترح من بريطانيا بهدف معالجة الوضع في السودان، قد يظهر مبدأ "أشيسون" كخيار لتجاوز هذه العقبة.

إمكانية تطبيق مبدأ "أشيسون" على الوضع في السودان

أولاً، يمكن للدول الأعضاء في الأمم المتحدة استغلال مبدأ "أشيسون" لطلب اجتماع للجمعية العامة، خاصة إذا استمرت الحرب في السودان ولم يحقق اي طرف انتصار على الطرف الاخر وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءًا، حيث تعتبر الأزمات الإنسانية تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، مما قد يشكل أساسًا لتفعيل هذا المبدأ.

ثانيًا، يحتاج تنسيق جهود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتأمين الحد الأدنى من الدعم لخرق الفيتو، ويعتمد هذا التنسيق على التحالفات السياسية وتصور الدعم الدولي لمواجهة التحديات.

ثالثًا، قد تشمل الخطوات العملية المطالبة بإصدار قرار من الجمعية العامة يتضمن تشكيل قوة دولية لحفظ السلام أو توفير المساعدات الإنسانية في السودان، مثل هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى زخم دولي يُجبر مجلس الأمن على التفاعل بشكل إيجابي.

رابعًا، تعد الخطابة العامة والتأثير الإعلامي جزءًا جوهريًا في تحفيز المجتمع الدولي، وهذا يتطلب العمل على نشر الوعي حول الأوضاع الصعبة في السودان لتأمين مزيد من الدعم.

التحديات

مع ذلك، تواجه هذه الجهود عدة تحديات:

 أولاً، يمكن أن يثار جدل قانوني حول مدى شرعية تجاوز الفيتو عبر الجمعية العامة وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، مما قد يؤدي إلى انقسامات بين الدول.

ثانيًا، قد ترفض بعض الدول التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، مما قد يعقد جهود المجتمع الدولي.

اذن ؛ يقدم مبدأ "أشيسون" أداة مهمة لمواجهة الفيتو داخل الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن نجاح أي جهود لإيقاف الحرب في السودان عبر هذا المبدأ يعتمد على تنظيم دعم دولي واسع وتوافق حول الإجراءات المحتملة. في النهاية، ويتطلب ذلك إرادة سياسية قوية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإستغلال هذه الفرصة بشكل فعال.